استقالة رئيسة البنك المركزي التركي “حفيظة غاية إركان”
في خبر صادم، قدمت رئيس البنك المركزي التركي، حفيظة غاية إركان، استقالتها من منصبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأعلنت عن نهاية رحلتها الطويلة في قيادة البنك المركزي. الاستقالة جاءت بعد أكثر من عام من توليها رئاسة البنك، ورغم الإنجازات الاقتصادية التي شهدها البلد خلال هذه الفترة، إلا أنها أشارت إلى ضغوط شخصية وحملة تشويه سمعة كبيرة كانت تتعرض لها.
بدأت حفيظة غاية إركان رحلتها في رئاسة البنك المركزي التركي في يونيو 2023، حيث قدمت نفسها كابنة للوطن، وكانت مستعدة لتقديم أفضل ما لديها في خدمة بلدها. وعلى الرغم من تحديات توليها هذا المنصب كأم وكمسؤولة عن السياسات النقدية في وقت يعتبر صعبًا، إلا أنها تمكنت خلال تلك الفترة من تحقيق نجاحات اقتصادية ملموسة، حيث شهدت زيادة في الاحتياطيات وتحسنًا في المؤشرات الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن الفترة الأخيرة شهدت حملة كبيرة من التشهير والتشويه تستهدف حفيظة غاية إركان. وتعتبر هذه الظروف الصعبة وحماية عائلتها، خاصة ابنها الصغير، من بين الأسباب التي دفعتها لتقديم استقالتها. في تصريحها، قالت: “من أجل عائلتي، وخاصةً للحفاظ على عدم تأثير طفلي البريء، قدمت استقالتي من مهمتي بكل كرامة منذ اليوم الأول من تكليف سيادة رئيس الجمهورية.”
رغم الصعاب، أعربت حفيظة غاية إركان عن امتنانها لفرصة خدمة وطنها وشعبها، مشيرة إلى الدعم الذي تلقته خلال فترة توليها المنصب. كما أشادت بفريق العمل وزملائها الذين عملوا بجد وتفانٍ في سبيل تحقيق النجاح الاقتصادي.
استقالة حفيظة غاية إركان تمثل نهاية لفترة استثنائية في تاريخ البنك المركزي التركي، حيث كانت أول امرأة تشغل هذا المنصب. وفي الختام، يظل السؤال حاضرًا حول تأثير هذه الاستقالة على اتجاهات الاقتصاد التركي وعلى البنك المركزي في المستقبل.
كما هو معروف للجميع، أعمل كرئيس للبنك المركزي للجمهورية التركية منذ 8 يونيو 2023.
كإبنة وطن ولدت ونشأت وتعلمت على هذه الأرض التي دفعت ثمن كل شبر منها، لم أتردد عندما تم تكليفي بهذه المهمة المقدسة، وجئت إلى بلدي دون أي اعتبار لظروفي الشخصية وبدأت العمل. في ذلك الوقت، كنت أدرك تمامًا صعوبة تحمل مثل هذه المسؤولية الثقيلة كأم لطفل لم يبلغ سن الرشد بعد. ومع ذلك، من أجل خدمة دولتنا وشعبنا، عملت دون كلل ليلًا ونهارًا حتى يومنا هذا.
لقد بدأ برنامجنا الاقتصادي في إعطاء ثماره. إن الزيادة في احتياطاتنا والبيانات الاقتصادية ومؤشرات الاتجاه الرئيسي للتضخم هي دليل على هذا النجاح.
على الرغم من كل هذه التطورات الإيجابية، كما يعلم الرأي العام، فقد تم شن حملة اغتيال كبيرة للسمعة ضدي مؤخرًا. من أجل عدم تأثر عائلتي، وخاصة طفلي البريء الذي لم يبلغ حتى عامًا ونصف، طلبت من فخامة الرئيس منذ اليوم الأول إعفائي من منصبي الذي أشغله بشرف.
أود أن أشكر معالي وزير الخزانة والمالية الذي منحني فخر أن أكون أول امرأة تتولى رئاسة البنك المركزي للجمهورية التركية، وزملائي الذين عملوا معي دون كلل ليلًا ونهارًا بتفانٍ كبير خلال الأشهر التسعة الماضية.
أود أن أعرب عن امتناني وشكري لفخامة الرئيس الذي منحني فرصة خدمة بلدي وشعبي، وهو أكبر إرث سأتركه لابنتي، ولم يدخر دعمه لي خلال فترة ولايتي.
مع خالص التقدير والاحترام.
نشر وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشيك، بيانًا بعد استقالة رئيسة البنك المركزي، حفيظة غاية أركان. وقال شيمشيك: “قرار حافظة غاي أركان هو قرار شخصي بحت وتقديرها الخاص.”
وبحسب ما ترجمه “موقع تركيا عاجل”، فقد نشر الوزير شيمشيك بيانًا على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه:
“برنامجنا الاقتصادي، الذي يقوده السيد الرئيس رجب طيب أردوغان، مستمر دون انقطاع وبكل عزم، دعم الرئيس وثقته بفريقنا الاقتصادي والبرنامج الذي نطبقه كاملان. قرار رئيسة البنك المركزي السابقة، حفيظة غاية أركان، هو قرار شخصي بحت وتقديرها الخاص. أحترم هذا القرار وأشكرها على الخدمات والمساهمات القيمة التي قدمتها لبلدنا.”
وتابع الوزير شيمشيك في بيانه: “أتمنى التوفيق لرئيس البنك المركزي التركي الجديد الذي سيتم تعيينه بناءً على اقتراحي وفريقه. في هذا الإطار، سنواصل كفريق واحد التقدم بخطى ثابتة نحو هدفنا المتمثل في استقرار الأسعار من خلال التعاون والتنسيق القوي. نعلن ذلك باحترام للرأي العام.”