يتزايد التوتر بين الهند وباكستان بعد تبادل إطلاق النار بين قوات البلدين عبر الحدود في إقليم كشمير المتنازع عليه، وسط مخاوف متصاعدة من اندلاع حرب بين الجارتين النوويتين.
وبينما تزداد المخاوف من انهيار الأوضاع، أكدت وزيرة الخارجية الهندية شوشما سواراج خلال زيارة إلى الصين اليوم الأربعاء أن بلادها لا تريد “مزيدا من التصعيد” مع باكستان بعد الغارات الجوية التي شنّتها مقاتلات هندية في الأراضي الباكستانية.
وقالت الوزيرة إن بلادها ضربت الثلاثاء هدفا “محدودا” هو معسكر تدريبي لتنظيم “جيش محمد” الإسلامي الذي تبنّى قبل أسبوعين هجوما انتحاريا قتل فيه أكثر من أربعين عسكريا في الشطر الهندي من كشمير، مشيرة إلى أن بلادها “لا تريد تصعيدا” و”ستواصل التصرّف بمسؤولية وبضبط النفس”.
وخرج هنود إلى الشوارع احتفالا في أنحاء البلاد بعدما قالت الحكومة إنها شنت غارات جوية داخل باكستان، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في قرى باكستانية قرب خط الهدنة في كشمير.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن بلاده لن تسمح لأي جهة بتهديدها، وإنها ستواصل ملاحقة منفذي تفجير كشمير الدامي واستهدافهم في أي مكان.
تهديد باكستاني
ورفضت إسلام آباد مزاعم الهند بأنها استهدفت معسكرا للإرهابيين في باكستان، واتهمتها بانتهاك مجالها الجوي وشن غارات داخل أراضيها، وهددت بردّ قالت إنه سيكون قويا.
وأعلنت في بيان رسمي صدر عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي الباكستاني ترأسه رئيس الوزراء عمران خان، أنها ستحدد زمان ومكان الرد على “العدوان الهندي”، حسب ما نقله موقع قناة “جيو نيوز” المحلية.
دعم غربي للهند
وطالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إسلام آباد بالتحرك ضد من وصفها بالجماعات الإرهابية على أراضيها.
وأضاف بومبيو أنه أعرب لوزيري خارجية الهند وباكستان عن تشجيع واشنطن لبلديهما على ضبط النفس وتجنب التصعيد.
كما اعتبرت فرنسا أن قيام الهند “بتحقيق أمنها ضد الإرهاب” على الحدود أمر مشروع، وطالبت باكستان بوضع حد للعمليات التي تقوم بها من وصفتها بالجماعات الإرهابية على أراضيها، وفقا لبيان صادر عن الخارجية الفرنسية.
وشدد البيان على وقوف باريس إلى جانب نيودلهي في مواجهتها “للإرهاب”، وأنها مستعدة لتحريك المجتمع الدولي في هذا الصدد.
وتأزمت العلاقات بين البلدين الجارين إثر استهداف مجموعة مسلحة قافلة أمنية في “جامو وكشمير”، الجزء الخاضع للهند من إقليم كشمير منتصف فبراير/شباط الجاري.
وأعلنت جماعة “جيش محمد” المسلحة مسؤوليتها عن الهجوم الذي تسبب في مقتل أكثر من أربعين عسكريا هنديا من القوات الاحتياطية المركزية.
وإثر ذلك، قدمت نيودلهي مذكرة دبلوماسية لإسلام آباد تطالب فيها الأخيرة بالتحرك ضد الجماعة المذكورة، بزعم أنها تنشط انطلاقا من الأراضي الباكستانية.
بدورها، نددت إسلام آباد بالهجوم، ورفضت “أي تلميح إلى تورط البلاد فيه دون تحقيقات”، قبل أن تعلن الحكومة منح الجيش ضوءا أخضر للرد على أي “عدوان هندي”.
واقتسم البلدان إقليم “كشمير” ذا الأغلبية المسلمة، بعد نيلهما الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، وخاضا في إطار النزاع عليه اثنتين من الحروب الثلاث التي اندلعت بينهما أعوام 1948 و1965 و1971، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.