فوضى عارمة خلال اجتماع لحزب الشعب الجمهوري في إسطنبول
عاشت الساحة السياسية التركية حالة من الاضطراب، عقب إعلان رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، عن أسماء مرشحي الحزب للانتخابات المحلية. واشتعلت نيران الصراع داخل حزب الشعب الجمهوري “CHP” بعد إعلان أوغلو، الذي يوصف بـ “الرئيس المشارك” للحزب، عن قائمة المرشحين في إسطنبول، والتي ضمت أسماء جديدة وغيّبت شخصيات بارزة مقربة من زعيم الحزب السابق، كمال كلجدار أوغلو.
وبحسب ما ترجمه “موقع تركيا عاجل”، غاب أوزغور أوزال، الرئيس الحالي للحزب، عن الإعلان، بينما احتشد أنصار الحزب غير الراضين عن القائمة الجديدة أمام مبنى رئاسة الحزب في إسطنبول، مطالبين أوغلو بالاستقالة. وازدادت حدة التوتر مع استقالة غورسل تكين، أحد الأسماء البارزة في الحزب، احتجاجاً على ما وصفه بـ “علاقات المحسوبية والصراع على السلطة” داخل الحزب.
لم تقتصر الاضطرابات على إسطنبول، بل امتدت إلى مدن أخرى مثل إزمير، حيث رفض رئيس بلديتها، تونج سونر، عرض أوزغور للعمل معاً. وفي أنقرة، تم ترشيح محامي زعيم الحزب، حسين جان غونر، بدلاً من ألبير طاشدلن، المقرب من كلجدار أوغلو، ما أثار موجة من الانتقادات.
أدت هذه التطورات إلى خروج الحزب عن السيطرة، وازدادت حدة الصراع على السلطة. وقدم العديد من رؤساء البلديات استقالاتهم احتجاجاً على “الاختيارات غير المؤهلة للمرشحين”، من بينهم سونر جتين في أضنة، ومحمد عاكف أكاي في سيهان، ودميرهان ألجين في أرتفين. وانضم إليهم محمد آيدن شاهين، رئيس بلدية شاهين بي في غازي عنتاب، ومرت أورس، رئيس اتحاد الجناح الشبابي في باليكسير، قائلاً: “لن أسير مع الخونة”.
تواجه المعارضة التركية، ممثلة بحزب الشعب الجمهوري، تحديات جسيمة في ظل هذه الفوضى الداخلية. ويبدو مستقبل الحزب غامضاً، وسط تساؤلات حول قدرته على توحيد صفوفه وخوض الانتخابات المحلية بفعالية.
من المرجح أن تؤثر هذه الاضطرابات على فرص حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية، حيث قد تنفر بعض الناخبين من الصراعات الداخلية وتبحث عن بدائل.
يواجه حزب الشعب الجمهوري أزمة عميقة تهدد وحدته وفعاليته. ويبدو أن الصراع على السلطة بين مختلف الأجنحة داخل الحزب قد يهدد فرص المعارضة في تحقيق نصر في الانتخابات المحلية المقبلة.