اليابان تفقد لقب ثالث أكبر اقتصاد في العالم لصالح هذه الدولة
في مفاجأة هزت أركان الاقتصاد العالمي، فقدت اليابان لقبها كثالث أكبر اقتصاد في العالم لصالح ألمانيا، وذلك بعد دخولها في ركود اقتصادي خلال الربع الأخير من عام 2023.
يعود هذا الانحدار الملحوظ إلى ضعف الطلب الداخلي، حيث أظهرت بيانات مكتب مجلس الوزراء الياباني أن الناتج المحلي الإجمالي (GDP) انخفض بنسبة 0.1٪ عن الربع السابق و 1٪ على أساس سنوي في الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 2023.
خالفت هذه النتائج التوقعات التي أشارت إلى نمو الاقتصاد الياباني بنسبة 1.4٪ على أساس سنوي خلال هذه الفترة، مما يزيد من حدة الصدمة التي واجهتها الأوساط الاقتصادية.
مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني على التوالي، دخل الاقتصاد الياباني في ركود تقني، مما أثار الشكوك حول قدرة بنك اليابان المركزي (BOJ) على الاستمرار في سياسة التيسير النقدي الفائقة التي يطبقها منذ عشر سنوات.
بينما كانت اليابان تعاني من الركود، تمكنت ألمانيا من تجاوزها لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم. بلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لليابان لعام 2023 4.2 تريليون دولار أمريكي، بينما بلغ ناتج ألمانيا 4.5 تريليون دولار أمريكي.
أشار المحللون إلى أن الانخفاض الحاد في قيمة الين
هو أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التراجع. فقد الين الياباني أكثر من 18٪ من قيمته مقابل الدولار خلال العامين الماضيين، بينما بلغت الخسارة 7٪ العام الماضي بسبب استمرار بنك اليابان في تطبيق أسعار فائدة سلبية.انعكس الركود على مختلف القطاعات الاقتصادية، حيث انخفض الاستهلاك الخاص، الذي يشكل أكثر من نصف الإنتاج الاقتصادي لليابان، بنسبة 0.2٪ في الربع الأخير، ليصبح هذا الانخفاض هو الثالث على التوالي.
تواجه الأسر في اليابان صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض الأجور الحقيقية، بينما ظلت نفقات الشركات ضعيفة حيث انخفضت بنسبة 0.1٪ في الربع الأخير.
يُظهر هذا التغيير في ترتيب أكبر الاقتصادات في العالم أن الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة تحول، حيث تواجه اليابان تحديات اقتصادية كبيرة، مثل شيخوخة السكان وضعف الطلب الداخلي.
يبقى السؤال الأهم هو: ما هو مستقبل الاقتصاد الياباني؟ هل ستتمكن اليابان من التغلب على هذه التحديات واستعادة مكانتها كقوة اقتصادية عالمية؟
يُعد فقدان اليابان لقب ثالث أكبر اقتصاد في العالم حدثًا هامًا له تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي. ويبقى على المراقبين متابعة كيفية تطور الاقتصادات العالمية في السنوات القادمة لمعرفة ما إذا كانت اليابان ستتمكن من استعادة مكانتها أم لا.