مصر تبني “المنطقة العازلة” في سيناء والأقمار الصناعية تكشفها (صور)
في خطوة تعكس الحذر والتأهب، بدأت مصر في إتخاذ إجراءات استباقية لتخفيف الآثار المحتملة لأي تطورات غير مرغوب فيها في منطقة غزة. وفقًا للتقارير، فإن الحكومة المصرية قامت ببناء “المنطقة العازلة” في سيناء، وذلك في ظل تصاعد التوترات والمخاوف من خطط إسرائيل لشن عملية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تعتبر ملاذًا لأكثر من مليون فلسطيني.
تأتي هذه الخطوة كإجراء احترازي لاستيعاب أي تدفق للاجئين من غزة في حالة حدوث هجرة جماعية، وتهدف إلى توفير بيئة آمنة لتلك الفئة المهددة في حال وقوع أي طارئ. تفيد التقارير بأن المنطقة العازلة تحاط بجدران مرتفعة تبلغ ارتفاعها 7 أمتار، مما يعكس حجم التحديات التي يواجهها القائمون على هذه العملية الضخمة.
ومن المقرر أن تكتمل الأعمال في المنطقة العازلة في غضون 10 أيام، وتجرى تحت إشراف مشدد من القوات المسلحة المصرية، مما يُظهر الجدية والتأهب الذي توليه السلطات المصرية لهذا الأمر. توضح الصور المنشورة عن عمليات البناء الجهود المبذولة والتقدم المحرز في هذا الصدد.
وتشير التقارير أيضًا إلى أن هذه الخطوة ليست سوى جزء من خطط الطوارئ التي تقوم بها السلطات المصرية، حيث يُذكر أنها تعمل أيضًا على إنشاء منطقة محاطة بالجدران قادرة على استيعاب أكثر من 100 ألف شخص قرب قطاع غزة، ما يعكس الاستعداد والتأهب لأي سيناريو محتمل.
أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية التابعة لشركة “ماكسار تكنولوجيز” أن مصر تقوم ببناء منطقة عازلة ضخمة تمتد على مسافة تزيد عن ميلين، إضافة إلى جدار يمتد على طول حدودها مع غزة.
وبحسب الصور التي التُقطت خلال الأيام الخمسة الماضية، فإن جرافات تقوم بتجريف جزء كبير من الأراضي المصرية بين الطريق وحدود غزة لإنشاء هذه المنطقة العازلة، والتي تمتد من نهاية حدود غزة حتى البحر الأبيض المتوسط.
على حدود المنطقة، يمكن رؤية عدة رافعات تعمل على وضع أجزاء من الجدار.
وتشير صور الأقمار الصناعية الإضافية التي عرضتها شبكة CNN إلى أن الجرافات وصلت إلى الموقع في 3 فبراير، وبدأت الأعمال الأولية في إنشاء المنطقة العازلة في 6 فبراير، مع زيادة كبيرة في وتيرة العمل في الأيام الخمسة الأخيرة.
وتظهر مقاطع الفيديو التي نشرتها مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان بناء الجدار الحدودي، الذي ادعت أن ارتفاعه يبلغ 5 أمتار أو 16 قدماً.
وتقول المنظمة – التي تصف نفسها بأنها مجموعة غير حكومية لحقوق الإنسان تضم نشطاء وباحثين وصحفيين – إن اثنين من المقاولين المحليين أخبروها أن القوات المسلحة المصرية هي التي تنفذ المهمة.
تواصلت CNN مع الحكومة المصرية للتعليق على المنطقة العازلة وبناء الجدار.
تأتي هذه الخطوة وسط مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني المروع في غزة، الذي أسفر عن مقتل الآلاف ونزوح جماعي للفلسطينيين عبر الحدود المصرية.
وتتجه كل الأنظار نحو مدينة رفح، الواقعة على طول المنطقة العازلة الجديدة، حيث يعيش أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في خيام.
وبالرغم من الضغوط الدولية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل انتقاد مصر لعدم إغلاق ممر فيلادلفيا (محور صلاح الدين) – الشريط البري بين مصر وغزة، الذي يعتبر الجزء الوحيد في القطاع الذي لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في 13 يناير، قال نتنياهو إن إسرائيل لن تعتبر الحرب قد انتهت حتى يتم إغلاق الممر.
وقد اتُهمت إسرائيل ببناء منطقة عازلة داخل غزة، مما قد يؤدي إلى تقليص حدود القطاع.
وفي بيان صدر في 8 فبراير، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الجيش الإسرائيلي كان يدمر مباني غزة “التي تقع على بعد كيلومتر واحد من السياج بين إسرائيل وغزة، ويطهر المنطقة بهدف إنشاء منطقة عازلة”.