غالبًا ما تكون الصدفة هي العامل المحسم في اكتشاف الكنوز الأثرية التي لم تُعثر عليها من خلال البحث والتنقيب المكثف. يعتبر من يكتشف الآثار هو من يخلد اسمه في تاريخ البشرية، وقد بذل المستكشفون جهودًا جبارة لاستكشاف الكنوز الأثرية، حيث يكون الصدفة أو تصرفات الحيوانات هي العوامل الرئيسية في هذه الاكتشافات.
على سبيل المثال، سقط حمار السيد منصور في إحدى الأيام في حفرة كانت البداية لاكتشاف مقبرة كوم الشقافة الهامة في مصر على عمق اثني عشر مترًا، حيث لاحظ السكان وجود آثار أثرية في تلك المنطقة أثناء بحثهم عن سبب سقوط الحمار.
كما حدث في عام 1900 عندما كان مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، هوارد كارتر، يركب حصانه وتعثر الحصان، مما دفعه للنزول واكتشاف سلم يؤدي إلى مقبرة، مما أدى إلى اكتشاف مقبرة “منتوحتب الثاني”، والتي عثر فيها على تمثال مشهور تم نقله إلى متحف القاهرة.
وفي عام 1922، تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ويُعتبر هذا من أهم الاكتشافات في القرن العشرين، حيث تم العثور على مقبرة ذهبية كبيرة. وقد كان الفضل في هذا الاكتشاف لحمار صغير يسمى حسين عبد الرسول، والذي كان يعمل في المنطقة.
وكانت هناك حوادث أخرى، مثل ما حدث في صيف عام 1997، عندما كان الحارس الذي كان يعمل في منطقة أثرية يستعد للعودة إلى بيته، ولاحظ حماره سلوكًا غريبًا قاده إلى اكتشاف كنز ذهبي في وادي المومياوات الذهبية.
ويُعد اكتشاف كنز ذهبي عظيم في إهرامات الجيزة في نفس السياق، حيث تم العثور عليه بعد أن تعثر فرس سائحة في الحفرة.
تبرز هذه القصص العديدة كيف يمكن للحيوانات والصدفة أن تلعب دورًا محوريًا في اكتشاف المواقع الأثرية الهامة. ويظهر أن هذه الاكتشافات، بالرغم من كونها غالبًا ما تكون صدفية، إلا أن لها قيمة تاريخية ومادية هائلة.