في ظل تواصل الاشتباكات والتوترات في منطقة الشرق الأوسط، تصاعدت حدة الصراعات بين الدول المختلفة، حيث شهدت المنطقة تبادلاً للهجمات والردود عليها، مما جعلها مرة أخرى مسرحاً للنيران والصراعات المستمرة.
في إطار استمرار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية والتوترات المتصاعدة، تدخلت إيران في الصراع، حيث شنت إسرائيل هجومًا جويًا على مبنى القنصلية في حرم السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/نيسان، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص من الحرس الثوري الإيراني، بينهم جنرالان.
وفي أعقاب هذا الهجوم، جاء الانتقام المتوقع من الجانب الإيراني، حيث أرسلت إيران أكثر من 100 طائرة بدون طيار وصواريخ إلى إسرائيل، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.
تحدث الجيش الإسرائيلي في أول بيان له بعد بدء الهجوم، مؤكدًا جاهزية منظومته الدفاعية للتعامل مع الهجمات. ومن بين أبرز هذه المنظومات، يأتي نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي.
“القبة الحديدية” هو نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الذي تم تطبيقه عام 2006، بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت شمال إسرائيل وأسفرت عن مقتل 44 مدنيًا.
يهدف النظام إلى الحد من التهديدات الصاروخية لإسرائيل، ويتكون من ثلاث قطع رئيسية: رادارات للكشف عن الصواريخ، ووحدة قيادة وتحكم، وقاذفات صواريخ لاعتراض وتدمير الصواريخ المهاجمة.
تعتبر “القبة الحديدية” من بين أبرز الأنظمة الدفاعية الجوية المتقدمة التي تستخدمها إسرائيل لحماية نفسها من التهديدات الصاروخية. ولفهم كيفية عمل هذا النظام الفعال، يجب التعرف على مكوناته وعملياته الأساسية.
يستخدم نظام القبة الحديدية مجموعة متكاملة من التقنيات، بما في ذلك الرادارات وأجهزة الاستشعار وأنظمة الدفاع الصاروخي، للكشف عن التهديدات الصاروخية والتعامل معها بفعالية.
النظام يتكون عمومًا من ثلاث قطع رئيسية:
تعتمد فعالية القبة الحديدية على دقة وسرعة استجابتها للتهديدات الصاروخية، والتي يتم تحليلها وتقييمها في أجزاء متعددة من النظام. وبفضل هذا النهج المتكامل، تمكن القبة الحديدية من تحقيق نجاح كبير في حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية قصيرة المدى والمتوسطة المدى.
على الرغم من الأهمية البالغة للأنظمة الدفاعية في ضمان أمن الدول وسلامة مواطنيها، إلا أن نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي، المعروف بقدرته على اعتراض الصواريخ وتحييد التهديدات الصاروخية، ليس متوفرًا في تركيا.
في السنوات الأخيرة، شهد العديد من الدول اهتمامًا متزايدًا بتحصين نفسها ضد التهديدات الجوية، وهذا ما دفع ببعضها إلى البحث عن نظم دفاعية متقدمة مثل “القبة الحديدية”. على سبيل المثال، اشترت أذربيجان نظام الدفاع الأرميني من روسيا في عام 2016، ووقعت الهند اتفاقية بقيمة 2 مليار دولار لشراء النظام في عام 2017، بينما قامت رومانيا بتوقيع اتفاقية لشراء النظام في عام 2018.
ومع ذلك، فإن نظام “القبة الحديدية” لم يتم بعد تسليمه إلى أي دولة أخرى غير إسرائيل والولايات المتحدة. وبالتالي، يظل هذا النظام غير متاح في تركيا حاليًا.
تُعد هذه الخطوة الاستراتيجية مؤشرًا على أهمية القدرة على الدفاع والتحصين ضد التهديدات الجوية في العالم الحديث، وتعكس أيضًا التزام الدول بتعزيز قدراتها الدفاعية وحماية مواطنيها وأصولها الوطنية.
في النهاية، يبقى البحث عن الحلول الدفاعية المناسبة تحديًا مستمرًا للعديد من الدول، ويتطلب التعاون الدولي والتقنيات المتقدمة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.