شهدت مدينة لوديكيا الأثرية في دنيزلي حدثًا استثنائيًا مؤخرًا، حيث تم الكشف عن رأس تمثال هيجييا، إلهة النظافة والصحة في الأساطير اليونانية، بعد 2100 عام من دفنه في التراب. هذا الاكتشاف الجديد أضاف قيمة كبيرة إلى الموقع الأثري الغني بالفعل في لوديكيا، مما يعزز من فهمنا للتاريخ القديم للمنطقة.
تم العثور على رأس هيجييا أثناء عمليات التنقيب المستمرة في المدينة الأثرية، التي تُعتبر واحدة من أبرز المواقع الأثرية في تركيا. هيجييا هي ابنة إله الطب أسكليبيوس في الأساطير اليونانية والرومانية، وكانت تُعتبر رمزًا للصحة والنظافة. يُظهر رأس التمثال الذي تم اكتشافه تفاصيل دقيقة تعكس البراعة الفنية التي تميز بها فنانو تلك الفترة.
شارك الأستاذ الدكتور جلال شيمشك، رئيس قسم الآثار في جامعة باموكالي ورئيس فريق الحفريات في لوديكيا، خبر هذا الاكتشاف عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي. قال شيمشك في منشوره: “التقت هيجييا بالشمس وبنا بعد 2100 عام في لوديكيا”، معبراً عن فرحته وفخره بهذا الإنجاز الأثري المهم.
تُصور هيجييا عادة في الأعمال الفنية القديمة وهي تحمل في يدها ثعبانًا، الذي يرمز إلى الحكمة والشفاء، وفي اليد الأخرى كأسًا، الذي يُعتبر رمزًا للدواء. هذا التمثال ليس فقط دليلًا على المهارات الفنية للعصور القديمة، بل هو أيضًا تذكير بأهمية الصحة والنظافة في الحضارات القديمة.
يُعد هذا الاكتشاف الجديد في لوديكيا إضافة قيمة إلى التراث الثقافي والتاريخي لتركيا. ويعكس الجهود المستمرة التي يبذلها علماء الآثار لفهم ماضينا بشكل أعمق، وكيف أن هذه القطع الأثرية يمكن أن توفر لنا لمحة عن حياة وثقافة الشعوب القديمة. بفضل هذه الاكتشافات، يتمكن الزوار والباحثون على حد سواء من الحصول على رؤية أكثر شمولية عن تاريخ منطقة الأناضول ودورها في الحضارات القديمة.