تواجه مكة المكرمة هذا العام موجة حر غير مسبوقة تسببت في وفاة عدد كبير من الحجاج الذين جاءوا لأداء فريضة الحج. فقد شهدت المدينة درجات حرارة بلغت 52 درجة مئوية، مما أدى إلى وفاة أكثر من ألف حاج، من بينهم 24 حاجاً تركياً، وفقاً لما ذكرته وكالات الأنباء الدولية.
توجه العديد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم إلى السعودية للبحث عن أحبائهم وأقاربهم المفقودين. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) بأن معظم الوفيات كانت نتيجة لضربة الشمس، بينما لا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين.
صرح مسؤول مصري لوكالة الأنباء الفرنسية بأن 1400 شخص من مصر قدموا طلبات للبحث عن أقاربهم المفقودين. وفي الوقت نفسه، زعمت السلطات السعودية أنه لا يوجد “مبالغة” في عدد الوفيات والمصابين.
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأشخاص يُدَّعى أنهم موتى على جانب الطرقات، مما أثار موجة من الرعب والحزن بين الناس.
وفقاً لتقرير BBC التركية، أشار القنصلية العامة التركية في جدة في بيانها الخاص بخط الأزمة إلى أن عملية تحديد هوية المتوفين وإبلاغ أسرهم ما زالت مستمرة. وبينما تجاوز عدد المتوفين الألف، هناك 23 مواطناً تركياً بين الضحايا.
أفاد المسؤولون بأن معظم الوفيات ناجمة عن نوبات قلبية، بسبب درجات الحرارة التي كانت أعلى من المعدلات الموسمية بـ1.5-2 درجة. ووصلت درجة الحرارة في المسجد الحرام في مكة إلى 51.8 درجة مئوية يوم الاثنين.
نصحت السلطات السعودية الحجاج باستخدام المظلات، شرب الكثير من الماء، وتجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات النهار الحارة. ولكن، العديد من مناسك الحج، بما في ذلك الأدعية في جبل عرفات، تُقام في النهار وتتطلب البقاء في الهواء الطلق لساعات طويلة، مما يزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس.
يتراجع موسم الحج سنوياً وفق التقويم الهجري 10 أيام كل عام. وفي الأربعينيات من هذا القرن، سيتزامن موسم الحج مع أشهر الصيف الحار. وحذر عالم المناخ فهد سعيد من معهد Climate Analytics من أن ذلك سيكون قاتلاً جداً، مشيراً إلى أن مخاطر ضربة الشمس ستزداد أكثر من خمسة أضعاف إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة عن مستويات ما قبل الصناعة.
صرح المسؤولون السعوديون بأن 1.8 مليون حاج شاركوا في موسم الحج هذا العام، بما في ذلك 1.6 مليون حاج من الخارج. ولكن مع التحديات المناخية المتزايدة، قد يصبح أداء فريضة الحج أكثر خطورة في المستقبل.