ضبط أكبر مقر لتصنيع المخدرات تابع لنظام الأسد المخلوع في سوريا

ضبط أكبر مقر لتصنيع المخدرات تابع لنظام الأسد المخلوع في سوريا

مع سقوط نظام حزب البعث الذي استمر 61 عامًا في سوريا، بدأت تتكشف الفضائح والأعمال غير المشروعة لديكتاتورية بشار الأسد. وتم اكتشاف أكبر مقر كان النظام يستخدمه لتعبئة أطنان من المخدرات.

وبحسب ما رصده “موقع تركيا عاجل”، تم العثور على أكبر مستودع للمخدرات تابع لنظام بشار الأسد المخلوع في سوريا، حيث تم تصوير حاويات مليئة بالمخدرات والأغراض التي كانت تُخبأ فيها.

يقع المقر على الطريق السريع بين سوريا ولبنان، ويتبع للفرقة الرابعة في جيش النظام بقيادة ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد. وبعد سقوط النظام في 8 ديسمبر، تبين أن هذا المقر كان يُستخدم كمستودع لتجهيز المخدرات المرسلة إلى المنطقة، وليس كقاعدة عسكرية.

وفقًا لتقديرات الحكومة البريطانية، كان الأسد مسؤولًا عن 80% من الإنتاج العالمي لمخدر الكبتاغون. وتُقدر القيمة السنوية لتجارة الكبتاغون العالمية بـ10 مليارات دولار، بينما تقترب أرباح عائلة الأسد المخلوع من 2.4 مليار دولار سنويًا.

استخدام القاعدة العسكرية كمصنع ومستودع للمخدرات يعد من أوضح الأمثلة على أن النظام كان يدير تجارة المخدرات بوسائل الدولة، وهو ما يُعرف بـ”الدولة النرجسية”. عند مدخل المستودع الذي كان يُستخدم كقاعدة عسكرية، تظهر صور لبشار وماهر الأسد، وعلى جدران القاعدة تظهر عبارات مثل “دماؤنا وأرواحنا فداء لك يا بشار” و”كلنا الأسد”.

مخدرات أفيونية في صناديق الفستق الحلبي، وحبوب الكبتاغون في نعل الأحذية

توجد العديد من السيارات المدنية حول القاعدة المستخدمة كمستودع للمخدرات، ويشير السكان المحليون إلى أن هذه السيارات نُهبت من المدنيين وتُستخدم في نقل المخدرات.

في إحدى الحاويات، وُجدت صناديق مليئة بأدوية تحتوي على مواد أفيونية عالية الإدمان مخزنة داخل علب الفستق الحلبي.

وفي مستودع آخر داخل القاعدة العسكرية، وُجدت صناديق أحذية تحتوي على حبوب الكبتاغون مخبأة في نعال الأحذية لتسهيل نقلها. كما وُجدت مراتب مرتبة بنفس الطريقة لاستخدامها في نقل المخدرات.

مخدرات متنوعة مخبأة داخل منتجات مختلفة

كلما توغلنا في القاعدة، وُجدت منتجات متنوعة تُستخدم لإخفاء المخدرات أثناء تهريبها، مثل كتل الرخام المجوفة، والألواح الخزفية، والسلالم المحمولة، وأبواب السيارات.

داخل إحدى الحاويات، وُجدت المواد الخام المستخدمة في إنتاج المخدرات، ولا تزال شارة تعود لميليشيات شيعية من العراق موضوعة أمام هذه الحاوية.

في مستودع ثالث داخل القاعدة، وُجدت مواد مخدرة مثل الحشيش والكبتاغون معبأة وموضوعة على الرفوف، وتُميز رائحة المخدرات الكثيفة عند دخول المستودع.

كما يُلاحظ استخدام العديد من المنتجات، مثل ألواح التزلج المصنوعة من الفوم، والأبواب الخشبية المفرغة، وأجهزة التهوية الصناعية، لإخفاء المخدرات أثناء نقلها.

“الفرقة الرابعة أصبحت فرقة المخدرات”

صرح إسماعيل زيتون، المشرف في وزارة الدفاع بالحكومة المؤقتة في سوريا، لوكالة الأناضول قائلاً: “هذا أحد المستودعات في الفرقة الرابعة، حيث كانت الحبوب والحشيش تُعبأ وتُصدر إلى الدول المجاورة”.

وأشار زيتون إلى أن المخدرات الموجودة تشمل المواد الخام والكبتاغون والحشيش، مضيفًا: “في مقر الفرقة الرابعة، توجد مصانع إلى جانب المستودعات. كان هذا المستودع مركزًا للتعبئة، حيث تم تهريب المخدرات إلى الدول المجاورة عبر منتجات مختلفة مثل الخشب والأحذية والرخام والأجهزة الكهربائية”.

وأضاف: “عندما وصلنا إلى هنا، كنا نعلم أن المنطقة نقطة عسكرية، لكننا اكتشفنا أنها مركز للمخدرات أيضًا. كانت أنواع متعددة من المخدرات تُعد في الفرقة الرابعة تحت قيادة ماهر الأسد ويتم تهريبها إلى الدول المجاورة بطرق عديدة. الفرقة الرابعة أصبحت فرقة المخدرات”.

وأشار زيتون إلى صناديق مناديل مكتوب عليها “الفرقة الرابعة” وتحمل علم سوريا القديم ذو النجمتين الذي يرمز للنظام، موضحًا أن هذه الصناديق كانت تُوضع في مقدمة شاحنات النقل الكبيرة، مما يسمح للمركبات بالمرور بحرية عبر نقاط التفتيش داخل سوريا والوصول إلى الحدود.

وأكد زيتون أن النظام كان يحاول تغطية تكاليف الجماعات المسلحة الأجنبية التي جلبها إلى سوريا من خلال إنتاج المخدرات.

النظام كان يجني مليارات الدولارات من تجارة المخدرات

حصل النظام المخلوع على مليارات الدولارات من تجارة المخدرات، والتي كانت أحد أكبر مصادر دخله.

شبكة إنتاج وتهريب المخدرات التي كان يرأسها ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، كانت تُرسل المواد المخدرة التي تُنتج في سوريا عبر لبنان إلى دول المنطقة والعالم.

وذكر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن المناطق الرئيسية لشحن الحبوب المخدرة كانت سوريا ولبنان، وأن هذه الشحنات كانت تصل إلى دول الخليج العربي إما مباشرة عبر الطرق البرية أو البحرية، أو بشكل غير مباشر عبر مناطق أخرى.

وذكرت وسائل الإعلام الدولية أن الدول العربية ترغب في تطبيع العلاقات مع نظام الأسد مؤخرًا بهدف منع تجارة المخدرات التي تستهدف بلدانهم، وذلك من خلال التفاوض مع بشار الأسد.

هناك مخاوف من أن كبار المسؤولين في النظام المخلوع الذين فروا من سوريا واستقروا في الدول المجاورة قد يؤسسون شبكة مخدرات مماثلة.

في 13 ديسمبر 2024، سجلت فرق وكالة الأناضول مشاهد من ورشة لتعبئة المخدرات في قبو أحد المصانع في حي دوما بدمشق. وفي 15 ديسمبر 2024، سجلت الفرق مشاهد لمعمل لتصنيع المخدرات في فيلا يُعتقد أنها تابعة لماهر الأسد في بلدة ديمس غرب دمشق.

المصدر: تركيا عاجل

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.