أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء اليوم الثلاثاء، وبحسب مانقلته قناة روسيا اليوم: أن مسلحي تنظيم “هيئة تحرير الشام” بدأوا هجوما كبيرا على مواقع الجيش السوري جنوب محافظة إدلب.
وفي تصريح صحفي، قال فيكتور كوبتشيشين، رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا (التابع لوزارة الدقاع الروسية)، إن مسلحي الفصائل المنضوية تحت لواء “هيئة تحرير الشام” (وهو الاسم الجديد لـ”جبهة النصرة”، الفرع السوري من تنظيم “القاعدة” الإرهابي الدولي)، هاجموا في الساعة 17:35 من اليوم الثلاثاء، مواقع القوات الحكومية في مساري الهبيط – كفر نبودة وكفر زيتا – الحماميات، باستخدام دبابات ومركبات مفخخة. وأضاف أن وحدات الجيش تتصدى في الوقت الحالي لهجمات الإرهابيين المكثفة.
“الفرع الكيماوي”
وتابع بيان رئيس المركز الروسي أن من العوامل التي تزيد الوضع بالجزء الجنوبي من منطقة إدلب تعقيدا، خطط “هيئة تحرير الشام” لاستخدام مواد دعائية مفبركة تدعم أكاذيب عن استخدام أسلحة كيميائية من قبل الجيش السوري.
وذكر البيان أن إفادات المسلحين المأسورين من قبل الجيش، تدل على أن “هيئة تحرير الشام” أنشأت لهذا الغرض “الفرع الكيماوي” الذي يترأسه القيادي الملقب بـ “أبو بصير البريطاني”، من فصيلة “حراس الدين” المتصلة بتنظيم “القاعدة”. وتضم هذه الوحدة مسلحين وصلوا إلى سوريا من دول أوروبية ومن الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وقال رئيس المركز إن “القسم الكيماوي”، المسؤول عن تصنيع المواد الكيميائية، يقع في بلدة جسر الشغور في مبنى إحدى المنشآت الطبية المحلية، فيما تضم قرية اشتبرق (ريف إدلب)، التي استولى عليها مسلحو “الحزب الإسلامي التركستاني” بعد طرد أهالي القرية منها، مستودعا وورشة لتعبئة القذائف بمواد سامة.
كما تم، ضمن الاستعدادات نفسها، تأسيس فريق طبي تدرب أعضاؤه في مدينة الرقة، تحت إشراف خبراء من الاستخبارات الأمريكية، على إسعاف المصابين بمواد سامة.
أما المقر الرئيس لـ “الفرع الكيماوي” المسؤول عن تخطيط العمليات وتنسيق تصوير الفيديوهات الدعائية، فيقع في مدينة إدلب.
وكشف كوبتشيشين أن المسلحين يحضرون لتصوير هذه المواد في كل من بلدة جرجناز ومدينة سراقب بريف إدلب، حيث تم حشد مجموعة من نازحي المحافظات الجنوبية لسوريا، من بينهم أطفال، وذلك بالتزامن مع استعدادات مماثلة في غرب محافظة حلب.
وختم البيان بالتأكيد على أن المركز الروسي للمصالحة يتابع عن كثب تطورات الوضع في منطقة خفض التوتر في إدلب والمناطق المتاخمة لها، لمنع أي محاولات لاستخدام الإرهابيين مواد سامة ضد المدنيين.
وفي وقت سابق، أفادت وزارة الدفاع الروسية بمحاولات المسلحين لمهاجمة مواقع العسكريين الروس، بما في ذلك استهداف قاعدة “حميميم” الجوية في ريف اللاذقية، باستخدام راجمة للصواريخ.
وذكرت الوزارة أن القاعدة لم تتضرر، فيما جرى تدمير مواقع إطلاق الصواريخ عليها.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن الإرهابيين المتمركزين في منطقة خفض التوتر بإدلب، يستمرون في شن هجماتهم وأعمال قصفهم الاستفزازية، رغم وقف إطلاق النار من طرف الجيش الحكومي، منذ يوم 18 مايو.