حشود عسكرية تركية أمريكية شمالي سوريا .. إلى أين تتجه الأمور؟!
تشهد مناطق شمال سوريا تصعيدًا ميدانيًّا وتحشيدًا عسكريًّا من جانب تركيا والولايات المتحدة، وذلك بعد فشل المفاوضات بين الطرفين حول المنطقة الآمنة.
وأفادت صحيفة “الشرق الأوسط”، بأن ما إن انتهت المحادثات الأخيرة للوفد الأمريكي برئاسة السفير جيمس جيفري، مع المسؤولين الأتراك في أنقرة قبل أيام، إلى الفشل حتى ذهب كل طرف إلى التصعيد الميداني والتأهب بحشد قواته وفصائل موالية له، على خطوط التماس قرب منبج شمال حلب، وعلى جانبي الحدود السورية – التركية.
وأوضحت الصحيفة، أن الجولة الأخيرة من المحادثات كشفت كبر الفجوة بين موقفي واشنطن وحلفائها من جهة، وأنقرة من جهة أخرى، حول عمق المنطقة الآمنة ومصير “وحدات الحماية” الكردية فيها وسلاحها الثقيل، إضافة إلى السيطرة على المنطقة وإدارتها. لكن الخلاف بين الطرفين كان أقل حدة بالنسبة لما تبقى من خارطة منبج.
وأضافت، أن أنقرة تطالب بأن يكون عمق المنطقة 20 ميلًا، وتمتد على طول الحدود من جرابلس إلى فش خابور قرب حدود العراق، فيما أبدت واشنطن استعدادها لمنطقة بعمق خمسة كيلومترات، وليس على طول الحدود، شرط الالتفاف على بعض المدن والمناطق الكردية، وألا تشمل القامشلي.
وحول مصير “وحدات الحماية” الكردية بالمنطقة الآمنة، تطالب أنقرة بإخراجها من المنطقة مع جميع السلاح الثقيل الذي قدمه التحالف الدولي، أما واشنطن فتوافق على إبعاد عناصر “الوحدات” وأنواع محددة من السلاح الثقيل.
أما السيطرة على المنطقة الآمنة، فتطالب تركيا بدور رئيسي لجيشها وإمكانية التوغل والملاحقة، فيما تقترح واشنطن إقامة دوريات مشتركة على الحدود، بينما تطالب “قوات سوريا الديمقراطية” بدوريات من قوات محايدة.
وحول إدارة المنطقة الآمنة، تريد أنقرة أن تكون إدارة لأهلها بحيث تكون القيادة عربية في المناطق العربية وكردية في المناطق الكردية من دون هيمنة لـ”الوحدات” الكردية، الأمر الذي توافق عليه واشنطن وترفضه “قوات سوريا الديمقراطية”.
وفيما يخص منبج، فتبدو الخلافات إزاء تطبيق ما تبقى من خريطتها أقل عمقًا، وتشدد أنقرة على ضرورة إخراج ألف عنصر من “الوحدات” الكردية إلى شرق الفرات، وتشكيل مجلس مدني جديد بدل المجلس الحالي وتسيير دوريات مشتركة عبر حدود التماس، فيما تقول واشنطن إن عناصر “الوحدات” خرجوا من منبج وإن الموجودين هم مقاتلون محليون وإن المجلس المحلي منتخب ويمثل أهالي المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انتهاء المحادثات “الأمريكية – التركية” من دون اختراق، واصلت أنقرة تصعيد موقفها سياسيًّا وحشد قواتها وفصائل موالية على الحدود. وفتح الجيش التركي ثغرات قرب الحدود في مناطق مقابلة لتل أبيض وأبلغ فصائل سوريا معارضة بالاستعداد لمعركة شرق الفرات. كما حشدت قواتها على أطراف منبج.
وفي المقابل، زار قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي، شرق الفرات، كما عزز التحالف دورياته في تل أبيض ومدن كردية ومناطق أخرى لإيصال رسال عدة بينها “ردع” تركيا.
ويذكر أن في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن انسحاب مزمع من شمال سوريا، اتفق البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا تكون على طول حدودها الشمالية الشرقية مع تركيا يجري إخلاؤها من مقاتلي “وحدات حماية” الشعب الكردية.
وتعتبر تركيا “الوحدات” الكردية التي تسيطر على شمالي شرقي سوريا، منظمة إرهابية، لا يمكن تميزها عن حزب “العمال الكردستاني” الموضوع على لوائح الإرهاب، وتطالب واشنطن بالتوقف عن دعمها.