حملة لاعتقال السوريين المخالفين في مصر … إليكم التفاصيل
حملة لاعتقال السوريين المخالفين في مصر, لم تهدأ عاصفة اللغط الدائرة حول وضع اللاجئين السوريين في اسطنبول والحملة الأمنية غير المسبوقة التي تُلاحقهم وتم على أثرها ترحيل عدد كبير من مخالفي الكملك (بطاقة الحماية المؤقتة) إلى سوريا.
حتى تسرّب الخوف إلى عددٍ من السوريين المقيمين في مصر أيضاً، بعد أن تم رصد عملية إلقاء قبض على شباب سوريين من مدينة السادس من أكتوبر، التي تشتهر بوجود سوري مكثف.
لاسيما في المنطقة المسماة “شارع السوريين” بالقرب من ميدان الحصري الرئيسي بالمدينة.
وقالت شاهدة عيان تُدعى سماح مُحمد، وهي مُديرة لإحدى المجموعات الكبرى المغلقة للسوريين في مصر، إنه تم رصد عملية قبض على شباب سوريين بجوار مسجد الحصري وبمنطقة “أمريكي” بالمدينة ذاتها، مُطالبة الشباب السوريين بالانتباه كي لا يتم القبض عليهم.
وكشفت عن أنه تم رصد سيارتين شرطة مملوءتين بالشباب السوريين الذين تم توقيفهم، ونصحت الشباب الذين ليس لديهم إقامة بأن يأخذوا احتياطاتهم في مدينة السادس من أكتوبر.
وعلى رغم أنه لا مجال للمقارنة بين الحملة المنظمة ضد السوريين في اسطنبول وواقعة القبض على شباب سوريين في أكتوبر.
إلا أن عدداً من السوريين قد عبّروا, عبر منصات التواصل الاجتماعي, عن تخوفهم من أي تصعيد قد يواجهه السوريون في مصر، لاسيما أن مصر تعتبر ملاذاً آمناً بالنسبة لهم.
وفي المقابل، عدَّ سوريون مقيمون في القاهرة تلك الوقائع بأنها قد تبدو لهم “اعتيادية” قبل الأعياد، لاسيما أن عيد الأضحى قد اقترب، في اتهام للشرطة المصرية بتعمد التصعيد ضد المخالفين والقبض عليهم قبل الأعياد (دون توضيح السبب) ومن ثمّ إخراجهم بعد عدد من الإجراءات الأمنية.
وقالت ناشطة سورية (باسم مستعار بنت حلب): “يفعلون هذا كل سنة قبل الأعياد, حتى لو كان الشاب حاصل على إقامة, يتحججون بأنه لا يحملها معه.”
حملة لاعتقال السوريين المخالفين في مصر
“لا يمكن أن تكون ممنهجة”
تواصلت “نورث برس” مع عددٍ من السوريين المقيمين في مناطق مختلفة بالعاصمة المصرية “القاهرة” ومحافظات أخرى للوقوف على ما إن كانت هنالك أية وقائع مشابهة أو تشديدات أمنيّة، لكنهم نفوا ذلك وقالوا إن الأمور تسير بطريقة اعتيادية دون ملاحظة أي تشديدات جديدة.
وقال محمد ضياء، شاب سوري مقيم في مدينة الرحاب بالعاصمة المصرية، لـ “نورث برس”، إن الأمور تسير بصورة طبيعية، ولم يلحظ أي تصعيد أمني.
وزاد: “الأجواء عادة ما تكون هادئة بالمدينة لدينا، وفي مناطق أخرى أكثر حيوية مثل السادس من أكتوبر وغيرها ربما تكون هناك حملات من آن لآخر لا يُمكن عدّها حملات ممنهجة أو واسعة، ولا ينظر إليها إلا بكونها وقائع محدودة، ربما يكون الهدف منها إظهار أن ثمة تشديدات أمنيّة أو الحصول على مبالغ مالية من بعض السوريين، لاسيما أصحاب المحال، وخلافه”.
وكانت “نورث برس” قد رصدت دراسة بعض المستثمرين السوريين الاتجاه إلى السوق المصرية، هرباً من الأسواق التركية، على وقع اعتقادهم بأن البيئة لم تعد آمنة هناك، على وقع الحملة الأمنية الأخيرة.
وخلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، أثير لغط واسع حول السوريين في مصر، على وقع بلاغ قدّمه المحامي سمير صبري، طالب فيه بمراجعة ومراقبة تدفقات أموالهم في السوق المصرية، وتغريدات مُسيئة نشرها قيادي سابق بالجماعة الإسلامية اتهم فيها السوريين بالعمل لصالح تنظيم الإخوان المسلمين، وهو ما ردّ عليه المصريون عبر السوشيال ميديا، بهاشتاغ داعم للسوريين فرض نفسه على “الترند” يحمل عنوان (السوريين منورين مصر) لتنتهي الأزمة بذلك.