العلاقات التركية العراقية ستشهد مرحلة جديدة
قال السفير التركي لدى بغداد فاتح يلديز، إن الزيارة المرتقبة للرئيس رجب طيب أردوغان للعراق، المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري، ستمثل مرحلة مهمة للغاية في العلاقات الثنائية بين البلدين، وإن “العام الحالي سيشهد انطلاقة في علاقات البلدين”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الدبلوماسي التركي للأناضول، على هامش مشاركته في مؤتمر السفراء الأتراك الحادي عشر، بالعاصمة أنقرة.
ولفت يلديز إلى أن “العام الجاري شهد إجراء زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، ومن ثم فإنه سيشهد انطلاقة في العلاقات الثنائية بينهما”.
وتابع: “من المنتظر أن يجري الرئيس أردوغان مع حلول نهاية العام الجاري زيارة إلى العراق، للمشاركة في أعمال مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين”.
وبيّن أن “هناك كثيرا من الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين عام 2009، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ، وبالتالي فإن العام الجاري ستكون له أهمية بالغة لتفعيلها”.
وأشار يلديز إلى أن بلاده سبق أن تعهدت بدفع خمسة مليارات دولار لإعادة إعمار العراق، بعد تطهيره من تنظيم “داعش” الإرهابي، مضيفا “ولقد حان الأوان لرؤية هذا في الميدان، ومن ثم علينا حسن تقييم هذه الفترة، واستغلال زيارة الرئيس أردوغان المقبلة كعتبة مهمة للغاية بالنسبة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وأفاد السفير التركي أنهم يهدفون إلى إعلان مشروع أو عدة مشاريع خلال زيارة أردوغان المقبلة للعراق، وذلك إلى جانب خمسة المليارات دولار الخاصة بإعادة إعمار البلاد.
وأضاف: “وأيضا فإن هذا العام شهد عودة مقاولينا ورجال أعمالنا إلى العراق. وثمة أنشطة مهمة للغاية متعلقة بهذا الصدد، نقوم بها في الميدان”.
** معبر “أوفاكوي” الحدودي سيكون الخيار الثاني
وبخصوص افتتاح معبر “أوفاكوي” الحدودي، قال السفير التركي “قطعنا مسافة كبيرة وهامة في مباحثاتنا مع الجانب العراقي بخصوص المعبر الثاني (في إشارة للمعبر المذكور)، لكن في الوقت ذاته يتعين عدم نسيان الحقائق على أرض الواقع”.
وأكد أهمية المعبر باعتباره خطا استيراتيجيا بالنسبة إلى تركيا، وأنه “سيكون بمثابة الخيار الثاني. وإن كانت هناك حاجة إلى أكثر من ذلك (أي لعدة معابر)، فمن المهم بمكان أن يكون لتركيا معبر آخر على الأقل مع العراق الذي يمتلك 8 معابر حدودية”.
وشدد الدبلوماسي التركي على أنهم يرغبون من خلال معبر “أوفاكوي”، في إعادة إحياء التجارة وفرص العمل على هذا الخط بالمنطقة.
من جانب آخر، لفت يلديز إلى عدم وجود ربط بالسكك الحديدية المباشرة لتركيا مع العراق، مضيفا “يتعين علينا مد خط سكة حديد مع العراق مباشرة. ونحن هنا نتحدث عن خط يبلغ طوله بين 70 إلى 75 كم تقريبا، ممتد من ناحية ربيعة (على الحدود العراقية السورية) وصولا إلى المكان الذي سننشئ عنده المعبر الثاني”.
وتابع: “ولقد قلنا إذا كان العراق جاهزا للعمل في هذا الصدد، فنحن أيضا جاهزون. كما يتعين إيصال خط سكتنا الحديدي الموجود حاليا، ليمتد من مدينة نصيبين إلى النقطة التي أتحدث عنها. وبالتالي إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فسنكون قد ربطنا مدينتي البصرة ومرسين ببعضهما”.
** خطة عمل لحل مشكلة المياه للعراق
في سياق آخر، تطرق السفير يلديز إلى تقييم المباحثات “المثمرة” التي أجرها الأسبوع الماضي بالعراق، ويسل أر أوغلو، مبعوث الرئيس أردوغان للمياه، خلال زيارة استمرت يوما واحدا، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العراق يعيش مشكلات تتعلق بإدارة المياه أكثر من المتعلقة بكميتها.
وأكد بلاده تعهدت بمزيد من التعاون مع العراق بخصوص موضوعات إدارة المياه، مشيرا إلى أن خطة العمل التي أعدها المبعوث أر أوغلو، تتضمن عدة مقترحات بخصوص حل أزمة المياه.
وأوضح السفير أن المشكلة المتعلقة بموارد المياه العراقية لم تكن وليدة هذا العام، مشيرا إلى أن مسألة إدارة المياه تتسم بنوع من الاستمرارية منذ فترة.
واستطرد قائلا “هذه مشكلة يتعين حلها على المدى الطويل. ولقد كشفنا عن هذا خلال المباحثات (مع الجانب العراقي). وكنا اقترحنا تأسيس مركز دراسات مشترك في بغداد، ولقد رحبوا هناك بهذا المقترح. وهذا المركز يعتبر جزءا أصيلا من خطة العمل المذكورة، كما أنه (أي المركز) سيمكننا في ذات الوقت من تحديد المشكلات بشكل الصحيح”.
** مشاكل تصدير البيض التركي للعراق
وفي شأن آخر، تطرق السفير يلديز إلى الحديث عن المشاكل المتعلقة بتصدير البيض التركي إلى العراق، وأوضح في هذا الصدد أن تركيا تصدر 73 بالمئة من إنتاجها من تلك المادة للعراق، بقيمة إجمالية تبلغ 309 ملايين دولار.
وأشار يلديز إلى أن الإنتاج المحلي للبيض بالعراق يلبي قرابة 45 بالمئة من احتياجات السوق بالبلاد.
وأضاف “قيل لنا إن الدافع وراء هذا القرار تشجيع الإنتاج المحلي، لكن لا يمكن للعراق في غضون هذه الفترة الوجيز تطوير قدرة إنتاجية يمكنها تغطية هذا الفرق في الاحتياجات”.
وأوضح أنه سيتم بحث “الأمر مع وزارة الزراعة العراقية، لا سيما أن السوق العراقي مفتوح على مصراعيه أمام الاستيراد، وسنطلب منهم إخبارنا باحتياجاتهم الملموسة. وخلال الفترة المقبلة سيحدث تطور في هذا الموضوع”.
** تجاوز الخلافات بين بغداد وأربيل
في شأن آخر، أكد الدبلوماسي التركي أن تجاوز كل من الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان شمالي البلاد، يصب في مصلحة تركيا.
وشدد على أنه “عند وضع مصالح تركيا نصب أعيننا، فإنه يتعين أن تكون لها علاقة صحّية بكل ما تعني الكلمة من معنى مع العراق”، مضيفا “تجاوز بعض المشاكل التي تشهدها العلاقات بين بغداد وأربيل، أمر ستكون له نتائج إيجابية للغاية بالنسبة إلى العلاقات التركية العراقية”.
كما لفت إلى أنه بسبب عدم القدرة على تحقيق تفاهم حيال بعض الموضوعات بين بغداد وأربيل، كانت بلاده تتضرر أحيانا من هذا الوضع، بحسب قوله.
وختم السفير حديثه بأن “التقارب بين الجانبين، وتوصلهما إلى تفاهم بخصوص إمكانية تقاسم بعض السلطات والمسؤوليات فيما بينهما، تطورات مهمة للغاية بالنسبة إلينا. وأرى أن هذا سيساهم بشكل أو بآخر في تجاوز المشكلات التي نواجهها في علاقاتنا مع العراق”.