بإمكانيات وجهود محلية تركيا تنتج عقاراً مضاداً لكوفيد-19
حققت مبادرة تركيا “المحلية والوطنية” لتعزيز الإنتاج المحلي قفزة نوعية وسط جائحة كوفيد-19 من خلال تصنيع عقار “فافي برافر” (favipiravir) بشكل كامل ابتداءاً من المواد الخام، من قبل شركة أدوية تركية بعد حصولها على موافقة الحكومة. وتظهر التجارب المبكرة أن العقار المذكور فعال ضد الفيروس المستجد وله تأثير جيد على عملية الشفاء. ولن تكون الدولة مع هذا الإنجاز مضطرة لاستيراد الدواء من الصين بعد الآن.
وقد منحت وزارة الصحة العقار ترخيصاً رسمياً في 10 تموز، وهو ثمرة عمل فريق من الباحثين بقيادة الدكتور “مصطفى غوزيل” الأستاذ المساعد في جامعة ميديبول في إسطنبول. وسيتم التبرع بالدفعة الأولى من الإنتاج أي ما يعادل 10.000 عبوة لوزارة الصحة لاستخدامها في المستشفيات الحكومية في جميع أنحاء تركيا.
وفي حديثه لوكالة الأنباء يوم الثلاثاء، قال البروفيسور “غوزيل”، الحاصل على 80 براءة اختراع باسمه في مجال تطوير الأدوية، والذي عاد إلى تركيا قبل خمس سنوات من الولايات المتحدة حيث عمل مع عمالقة صناعة الأدوية لسنوات: “لقد عملت ليلاً ونهاراً مع فريقي لمدة 40 يوماً ونجحنا في إنتاج فافي برافير محلياً، وهذا الدواء ياباني تم تطويره في الصين. ومع أن الشركات التركية نجحت منذ فترة طويلة في تصنيع الأدوية المشابهة له، لكن غالبية هذه الشركات كانت تستورد المواد الخام من خارج البلاد. ومع تفشي الوباء انعدمت الواردات أو أصبحت محدودة، لذلك قمنا بتجميع الجزيئات وتمكنّا من إنتاج المواد الخام بالكامل باستخدام وسائلنا الخاصة. لقد تحقق هذا الإنجاز بفضل التعاون بين الجامعة والقطاع العام والصناعة”.
وأضاف “غوزيل” أنه وفريقه كانوا يعملون بالفعل على تطوير هذا العقار قبل الوباء نظراً لأهميته، وأن تفشي الوباء سرّع عملهم فقط. وأوضح أنهم تمكنوا من إنتاج المواد الخام للدواء مخبرياً في أربعين يوماً وأنهم قادرون الآن على إنتاج 50 كيلوغراماً على الأقل من المواد الخام في أربعة أيام. وأضاف: “هذا إنجاز عظيم لتركيا”.
وقالت “زينب أتاباي طاشكنت” نائبة رئيس مجلس الإدارة في شركة “أتاباي للكيميائيات”، التي تنتج النسخة المحلية من العقار، إنها تخطط الآن لتصدير الدواء. وأضافت: “بعض البلدان تريد استيراد المواد الخام بينما يطلب البعض الآخر المنتج النهائي. وعلى سبيل المثال، نخطط لتصدير المواد الخام للدواء إلى البرازيل وإعادة صياغة ترخيص التصدير إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية”.
يذكر أن “فافي برافر” المعروف أيضاً باسم “أفيغان”، ثبتت فعاليته في تقليل مدة الإصابة بالفيروس المستجد لدى المرضى وتحسين الحالة الرئوية لديهم والتي تعتبر نقطة هجوم الفيروس الرئيسية.