الغارديان: شركاؤنا في السعودية سادة القمع
اعتبر الكاتب كنان مالك أن الإصلاح بالسعودية في ظل مواصلة حربها باليمن واضطهاد النشطاء في الداخل، يحوِّله إلى مجرد تمثيلية.
وأكد الكاتب في مقال حمل عنوان “لا تنخدعوا.. شركاؤنا في السعودية سادة القمع”، أن خمسة ناشطين سعوديين يواجهون حكماً محتملاً بالإعدام، وكل ذنبهم أنهم شاركوا في احتجاجات وترديد شعارات معادية للنظام وتصوير الاحتجاجات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ينحدر الخمسة من المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية، ومن بينهم الناشطة إسراء الغمغام، التي أمضت أكثر من عامين في السجن.
محنة السعوديين الخمسة تكشف كذب الادعاءات التي ساقها محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بأنه يسعى لتحرير السعودية، بحسب الكاتب، الذي أضاف أنه ومنذ موت الملك عبد الله في عام 2015 ومجيء شقيقه سلمان، فإن الغرب اندفع نحو المملكة الجديدة من أجل الإسهام في إصلاح النظام، خاصة بعد أن طرح ولي العهد، نجل الملك، محمد بن سلمان، رؤيته المعروفة 2030، حتى إن كاتباً مثل توماس فريدمان كتب في صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً عن الربيع السعودي بقيادة ولي العهد الجديد.
[ads1]
ويتابع الكاتب: “نعم، سمح ولي العهد بقيادة المرأة للسيارة، وإدارة أعمالهن الخاصة، وحضور الأحداث الرياضية، وفتح دُور السينما، وتنظيم الحفلات الغنائية، لكن يبقى الملك هو الحاكم المطلق وتستمر معه المملكة في ممارسة التعذيب وتقطيع رؤوس المنشقين وتصدير سياسات بربرية خارجية، وضمن ذلك الحرب في اليمن، التي تعتبر واحدة من أكثر الحروب وحشية في العصر الحديث”.
ويستعرض الكاتب بعض عمليات الاضطهاد في داخل السعودية، فيشير إلى عمليات اعتقال العشرات من النشطاء، بينهم رجال دين وصحفيون ومثقفون، الأمر الذي دعا الأمم المتحدة إلى إصدار بيان، محذرةً فيه السعودية من النمط المقلق لعمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي على نطاق واسع.
السعودية -كما يقول الكاتب- وفي ظل نظام الإصلاح، تعتبر من بين أكثر الدول ممارسة لعمليات الإعدام، حيث تم إعدام نحو 154 شخصاً عام 2016 و146 شخصاً عام 2017، والعديد منهم بسبب معارضته السياسية.
ويضيف: “منذ الثورة الإيرانية عام 1979، نشأ صراع بين الرياض وطهران من أجل زعامة العالم الإسلامي، فكلا البلدين نظام ثيوقراطي استبدادي، ففي إيران كانت هناك معاداة للغرب وعملت طهران على تنمية تلك المشاعر، في حين كانت الرياض قريبة من السياسات الخارجية الغربية، وكانت في عيون الكثير من المعلقين الغربيين، قوة للاستقرار في مواجهة الشر القادم من إيران”.
في الأسبوع الماضي، وفي أعقاب القصف السعودي الذي طال حافلة أطفال باليمن، وأدى إلى مقتل 33 طفلاً، دافع جيريم هانت، وزير الخارجية البريطاني، عن العلاقات بين بريطانيا والسعودية، على أساس أن البلدين شريكان في محاربة التطرف الإسلامي.
[ads1]
في الواقع -يضيف مالك- تتحمل السعودية المسؤولية عن صعود الإرهاب الإسلامي أكثر من أي دولة أخرى، فمنذ سبعينيات القرن الماضي ومن خلال تدفق أموال النفط، كان السعوديون يصدّرون الوهابية للعالم، وهو نوع قاسٍ من فهم تعاليم الإسلام وأكثرها صرامة.
وتابع: “لقد استخدم آل سعود الوهابية من أجل إرساء حكمهم، وقد موَّلت الرياض عدداً كبيراً من المدارس الدينية، كما موَّلت الحركات الجهادية في أفغانستان وسوريا، وكان أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة التي تقف وراء هجمات 11 سبتمبر، سعودياً”.
وينتقد الكاتب في ختام مقاله، هذا السكوت الغربي عن ضراوة النظام السعودي، التي يدفع ثمنها اليمنيون الذين يعانون خطر المجاعة، وآلاف السعوديين المسجونين ممن تنتظرهم عقوبات مختلفة بسبب مطالبتهم بحقوقهم الأساسية.