تركيا تتحدى الجميع وتعلن عن اعادة فتح مسجد للصلاة بعد أن كان متحفاً لـ 74 سنة مضت
في خطوة جديدة مباركة, أقدمت الحكومة التركية على اصدار قرار جديد ينص على اعادة فتح مسجد للصلاة فيه بعد أن قُطعت لمدة 74 عاماً إثر تحويله لمتحف.
ووفقاً لما ترجمه “موقع تركيا عاجل”, فقد أعلن أعلن رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش اليوم الثلاثاء, اعادة فتح مسجد كاريا أمام المصلين في إسطنبول.
وقال “أرباش” في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على تويتر, أنه تقرر اعادة فتح مسجد كاريا للعبادة بعد أن كان متحفاً منذ عام 1945م, وستقوم به أول صلاة يوم الجمعة.
وتمنى أرباشي تغريدته، أن يبقى صوت الآذان في المساجد، وأن يكون ذلك خيرا للأمة والعالم الإسلامي.
لمسجد عبر 74 عامًا خلت، مر بمراحل عديدة من النقاش والأخذ والرد، ما بين جميعة الأوقاف والميراث التاريخي، وبين مجلس الدولة الذي يعتبر أعلى محكمة إدارية في تركيا، والتي كانت ترفض طلب الجمعية بإعادة “كاريا” مسجدًا كما كان.
وفي 12 مارس/آذار 2014 أصدرت الدائرة العاشرة بمجلس الدولة رفضًا لطلب الطعن الذي تقدمت به جميعة الأوقاف التركية، مستندة إلى أن المسجد “المتحف” يعتبر قطعة من أهم قطع إسطنبول التاريخية، كما أنه تراث مشترك يحظى بقيمة عالمية، ولذلك لا يمكن الإبقاء عليه مسجدًا.
إلا أن جميعة الأوقاف والميراث التاريخي، قررت رفع دعوى في 26 نيسان/أبريل 2017، تطالب من خلالها إعادة صفة المسجد للمتحف القائم، ليتم حينها مناقشة قرار الدائرة العاشرة، ومن ثم نقصه من قبل مجلس الدولة وهو أعلى محكمة إدارية في البلاد.
المجلس ذاته أيضًا اعتبر أن قرار مجلس الوزراء عام 1945 مخالفًا للقانون، وأن “كاريا” يحمل صفة مسجد منذ الحكم العثماني، وبالتالي لا يمكن تحويل دور العبادة إلى أغراض أخرى كالمتاحف والمستشفيات كما ينص القانون التركي.
القرار حظي بغالبية من قبل مجلس الدولة المؤلف من 11 عضوًا، حيث صوّت 6 لصالح القرار بينما رفضه 5 آخرون.
يجدر بالذكر أن العديد من المساجد التاريخية والأثرية تم تحويلها إلى متاحف وأحيانًا إلى “اصطبلات” لرعي الحيوانات، وذلك مع انتهاء الحكم العثماني وتأسيس الجمهورية التركية، كما تم تحويل مسجد “آيا صوفيا” إلى متف أيضًا عام 1934.
ويجدر بالذكر أن قرار إعادة صفة “مسجد” إلى مسجد كاريا، ربما يمهد الطريق إلى إعادة مسجد آيا صوفيا إلى أصله حينما كان مسجدًا منذ الفتح العثماني لمدينة إسطنبول.