صحيفة تركية : هكذا تتحرك أمريكا وروسيا لاستهداف تركيا عبر إدلب
07/09/2018 1:45 م
صحيفة تركية : هكذا تتحرك أمريكا وروسيا لاستهداف تركيا عبر إدلب
تحوّلت التطورات الأخيرة في محافظة إدلب إلى أبرز أجندة السياسة التركية، حيث لفتت مصادر مطّلعة إلى أنّ أمرين اثنين تراقبهما أنقرة عن كثب، الأول ارتفاع قيمة الدولار، والثاني التطورات المتعلقة بإدلب، حيث لفت مسؤولون أتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي ووزير الخارجية إلى أنّ أي عملية عسكرية محتملة تستهدف المدينة ستؤدي إلى كارثة إنسانية، موضحين أنّ إدلب لا تشبه غيرها من المناطق السورية.
ولفت (يوسف قبلان) الإعلامي والصحفي البارز في مقال نشرته صحيفة (يني شفق) التركية إلى أنّ خطورة الوضع في إدلب تكمن في كونها مدينة يعيش فيها ما يزيد عن 3 ملايين من البشر، الأمر الذي أدّى إلى تحويلها إلى ما هو أشبه بمخيم كبير.
[ads1]
وبحسب الكاتب فإنّ العالم بأسره – مع التطورات والتصريحات السياسية الأخيرة – بات متوجّها إما نحو تأسيس نظام عالمي جديد، أو نحو ما أسماها بـ “قيامة” جديدة، مرجعا السبب في ما ذهب إليه إلى كون الحضارة الغربية بدأت بالتلاشي والاندثار وفقدان مكانتها العالمية شيئا فشيئا.
وأشار قبلان إلى أنّ القضية الأهم التي تشغل تركيا فيما يتعلق بكلّ من سوريا والعراق هي “الوحدات الكردية” والمساعي إلى تأسيس دولة خاصة بها، مضيفا في الإطار ذاته: “أؤمن بأن كلا من روسيا وأمريكا تتحركان في المنطقة بالتنسيق مع بعضهما البعض، والتظاهر وكأنهما يتحرّكان بشكل منفصل هو تشتيت الانتباه وبالتالي كسب الوقت، والهدف من التحرّك الروسي والأمريكي هو جعل المنطقة تحت سيطرة أحد الطرفين إما الأمريكي أو الروسي، ولربما جعلها بيد إيران على غرار ما تمّ في العراق، والتوجّه نحو تأسيس دويلة كردية من شأنها أن تكون مصدر قلق بالنسبة إلى تركيا، وبالتالي جعلها تحت حصار مزمن ولربما دائم”.
وبحسب الكاتب تسعى كلّ من روسيا وأمريكا إلى الحيلولة دون تحوّل تركيا إلى قوّة فاعلة في تحديد مستقبل المنطقة، فالقضية الأبرز على الطاولة هي تطويق تركيا وتقييد حركتها، فالقضية ليست قضية تقسيم سوريا بقدر ما هي هدر طاقة تركيا وتطويقها، والتمّكن بالتالي من إنشاء دويلة كردية.
وشدد قبلان على ضرورة تحرّك بلاده خلال المرحلة الراهنة باستراتيجية ذكية، وذلك من خلال الدراية بالمخاطر المحفوفة والعقبات التي تحاول الدول الأخرى خلقها أمام تركيا، مضيفا: “علينا أن نزيد من خياراتنا وتحالفاتنا الاستراتيجية، التي تشغل المنافسين بعضهم ببعض”.
[ads2]
ومن جانبه أكّد (إبراهيم كارا غل) رئيس تحرير (يني شفق) على أهمية مدينة إدلب، قائلا: “إدلب تعني البحر الأبيض المتوسط، وتختصر الحرب السورية بأكملها، وليست قضية تنظيمات معينة، وجميع الدول غير المتفقة مع بعضها البعض تسعى إلى التدخل في هذه المحافظة، ولطالما أنّ كافة الدول باتت منشغلة بإدلب وتحاول دخولها فهذا كفيل بمعرفة عمق وخطورة الأمر”.
وأبدى (كارا غل) استغرابه من عدم إدلاء أمريكا وروسيا أيّ من التصريحات التي تستهدف استراتيجية التوسّع لدى الوحدات الكردية، مشيرا إلى أنّ استهداف روسيا لإدلب أدى إلى زعزعة ثقة تركيا.
وشدد الكاتب على ضرورة خروج القمة المزمع عقدها اليوم في طهران والتي تجمع زعماء كل من روسيا وتركيا وإيران بنتائج إيجابية، وإلا فإنّ عدم الخروج بنتائج سيعني العودة إلى نقطة البداية بالنسبة إلى سوريا.