أثبتت دراسة حديثة أجريت في الصين، صحة الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو عن قيلولة الظهيرة.
فقد روى الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الطب والخطيب في الموضح عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيلوا فإن الشيطان لا يقيل. وللحديث طرق قد يحسَّن بمجموعها، وقد حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 4/202 وصحيح الجامع 4431.
ومؤخراً اكتشف العلماء الصينيون أن الأشخاص الذين ينامون بعد الظهر، هم أفضل في اختبارات التوجيه والطلاقة والذاكرة. وقد استنتج الباحثون من هذه النتائج، أن القيلولة تؤثر إيجابيا في الدماغ.
وتفيد مجلة General Psychiatry، بأن باحثين من مركز شنغهاي للصحة العقلية وجامعة شنغهاي جياوتونغ، قرروا معرفة ما إذا كانت القيلولة عند كبار السن هي رد فعل وقائي للجسم يساعد في منع التدهور المعرفي ، أو أحد أعراض الخرف ، وهو مرض تنكس عصبي يصيب واحدًا من كل عشرة أشخاص. فوق سن 65.
ومن أجل ذلك اختبر الباحثون 2214 شخصا أعمارهم فوق 60 سنة، يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من اضطرابات معرفية، يعيشون في عدد من المدن الصينية الكبيرة بما فيها بكين وشنغهاي وشيان. ينام 1534 من المشتركين في الاختبار بعد تناول وجبة الغداء، و680 لا ينامون. ومعدل نوم جميع المشتركين حوالي 6.5 ساعة، ومعدل القيلولة من 5 دقائق إلى ساعتين. كما سجل الباحثون عدد مرات القيلولة مرة أو مرتين في الأسبوع أو يوميا.
وقد خضع جميع المشتركين لفحوصات جسدية واختبارات معرفية بما فيها اختبار الخرف MMSE، وعلى أساس نتائج هذه الاختبارات قيّم الخبراء العديد من جوانب القدرات المعرفية ومستوى الوظائف العليا للأعصاب، بما فيها المهارات البصرية والمكانية والذاكرة والانتباه والقدرة على حل المشكلات وتحديد الموقع وطلاقة الكلام.
وأظهرت نتائج اختبارات MMSE ، أن القدرات المعرفية لدى الأشخاص الذين ينامون في النهار أعلى بكثير من الآخرين.
ويشير الباحثون، إلى أن دراستهم أثبتت أن عاملين – نوم النهار وصحة الدماغ، مرتبطان، ولكنها لا تكشف سبب هذا الارتباط. ومع ذلك هناك عدة تفسيرات لها.
ووفقا للباحثين، النوم ينظم استجابة الجسم المناعية للالتهابات. فكما هو معروف، الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى الالتهاب ينامون كثيرًا. والمواد الكيميائية الالتهابية تلعب دورا مهما في اضطرابات النوم. ومع التقدم بالعمر ، يرتفع مستوى الالتهابات في الجسم. لذلك فإن القيلولة تساعد على منع تطور الالتهابات، ما يؤثر إيجابا في عمل الدماغ.