عاجل: حزب تركي يفـ ـجر مفاجأة بشأن طرد السوريين ويحذر الأتراك من خدعة الحزب المعارض
عاد الحديث عن السوريين بشكل كبير بين الأحزاب التركية, لتبدأ المعارضة منها بتحريك هذه الورقة بهدف تهييج الرأي العام ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم وذلك بهدف كسب المزيد من الأصوات لمواجهة الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة.
وبحسب ما ترجمه “موقع تركيا عاجل”, فقد أطلق رئيس حزب الدعوة التركي تصريحات, فند من خلالها ما يقوم رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض بترويجه حول طرد السوريين من تركيا بهدف كسب الأصوات في الانتخابات القادمة.
حيث قال “علي بابا جان”, أن الأحزاب المعارضة وخاصة حزب الشعب الجمهوري, يقولون بأنهم سيقومون بارسال السوريين إلى بلدهم حال وصولهم للسلطة, إلا أنهم لن يستطيعوا طرد السوريين أبداً.
وأكمل حديثه في رسالة موجهة للأتراك بأن أحزاب تركية معارضة ستبدأ بترويج فكرة طرد السوريين من تركيا واعادتهم إلى سوريا, إذا قام المواطنون بالتصويت لهم في الانتخابات.
مؤكداً في الوقت ذاته أن تلك الأحزاب لن تكون قادرة على طرد السوريين من تركيا, فهذا لا تقبله القوانين الإنسانية والدولية, في إشارة واضحة إلى التزام الدولة التركية بالقوانين الدولية فيما يخص اللاجئين, وفق ما ترجمه “موقع تركيا عاجل”.
وأضاف علي بابا جان بالقول أن الحل الوحيد للسوريين هو العمل على تسوية سياسية شاملة وصياغة جديدة للحل في سوريا.
يأتي هذا بعد تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض, والتي خصصها للحديث عن طرد السوريين من تركيا, حال وصوله إلى السلطة في البلاد, بالاضافة لاعادة العلاقات مع النظام السوري.
حزب كردي إسـ ـلامي التوجه، يؤكد أنه منفتح على جميع الأعراق المكونة للنسيج التركي. عرف مخاضا فكريا وسياسيا عسيرا تخللته مواجـ ـهات مسـ ـلحة مع حـ ـزب العمال الكردستاني. شارك في انتخابات 2014 وحصل على 7.8% من الأصوات.
أسس شباب من أصول كردية في الثمانينيات منـ ـظمة حـ ـزب الله التركي عقب الثـ ـورة الإيـ ـرانية التي تأثروا بها. وبعد مسار سياسي طويل، تخللته صـ ـراعات مع حزب العمال الكردستاني وبين أجنـ ـحة الحـ ـزب نفسها، تأسس حزب الدعوة الحرة الذي يختصر اسمه باللغة التركية في “حزب الهدى”، وشارك في الانتخابات التشريعية عام 2014.
بدأت الحركة مباشرة بعد تأسيسها تأخذ شكل مؤسسة تحولت فيما بعد إلى لاعب بارز في الساحة السياسية الكردية بتركيا.
وقتها كان الحزب يقول إنه حركة إسلامية كردية سلـ ـفية، دخلت في صـ ـراع “الإسـ ـلام ضـ ـد الكـ ـفر” مع حزب العمال الكردستاني في مناطق شرق وجنوب شرق تركيا.
لكن بعد تأسيس حزب الدعوة بشكل رسمي سنة 2012 ومشاركته في انتخابات 2014، دأب على التأكيد بأنه حزب إسلامي منفتح على جميع الأعراق التركية، وأنه يتبنى السلمية والمشاركة السياسية آلية للتغيير والإصلاح.
اعتبر حزب العمال الكردستاني هذه الحركة من صنع الدولة التركية التي تحـ ـاربه، وانفـ ـجر صـ ـراع دمـ ـوي بين الحزبين عام 1990 بعد مقـ ـتل أحد قيـ ـادات حـ ـزب الله على يد حزب العمال.
رد حزب الله بارتـ ـكاب أعمال مماثلة ضـ ـد عنـ ـاصر حزب العمال، لتـ ـراق الد ماء في شوارع مدن ديار بكر وباطمان وماردين، وأودى هذا القـ ـتال الذي استمر خمس سنوات بحياة أكثر من ألف شخص.
وكان لتدخل مرشد الحركة الإسلامية في كردستان العراق الشيخ عثمان عبد العزيز وزعيم حـ ـزب الله الثـ ـوري الكردي في العراق أدهم البارزاني دور في إنهـ ـاء هذا القـ ـتال.
وبعد انتهاء صـ ـراعه مع حزب العمال، عرف حـ ـزب الله صـ ـراعا داخليا بين الجماـ ـعتين المكونتين له وهما جماعة العلم وجماعة المنزل.
ففي حين كانت الأولى تدعو إلى اجهاد وتسعى -حسب تقارير الاستخـ ـبارات التركية- للقيام بثـ ـورة إسلامية وتأسيس دولة إسلامية كردية، كانت الثانية تدعو إلى اتباع أسلوب الدعوة والتبليغ.
ورغم ارتباط الجماعتين بعلاقات جيدة مع إيران لأسباب أيديولوجية ولوجستية، فإن ولاءهما كان مختلفا، حيث كان ولاء جماعة العلم للنهج الخميني مع إبقاء مسافة بينها وبين طهران، وكانت جماعة المنزل معروفة بولائها الكبير لإيران.
عصفت رياح التغيير بالحزب بعد مقـ ـتل زعـ ـيمه حسين والي أوغلو عام 2000 بإسطنبول في اشتـ ـباكات مع الأمـ ـن التركي، فقامت جماعة المنزل بإنشاء “جمعية التضامن مع المستضعـ ـفين” في خطوة لمواصلة التضامن وتنظـ ـيم العلاقات بين عوائل أربعة آلاف من أعضاء حـ ـزب الله الذين اعتـ ـقلوا أو فـ ـروا خارج البلد بعد العمـ ـليات التي قامت بها الدولة ضـ ـدهم عقب مقـ ـتل والي أوغلو.
استطاعت الجمعية من خلال فعالياتها الاجتماعية تجميع العشرات من الجمعيات والأوقاف تحت اسم “منتدى محبي رسول الله”، وجاء تأسيس حزب الدعوة الحرة عام 2013.
يوجد مقر الحزب في أنقرة، ويقال إن له حضورا قويا شرق وجنوب شرق تركيا، وسياسة الحزب -حسب مسؤوليه- ليست عرقية، بل إنه يسعى “لمعانقة الشعب المسلم في تركيا بجميع أطيافه وعناصره”، مستدلين على ذلك بوجود عرب وأتراك وأكراد في صفوفه.
ورغم عدم نفي الحزب وجود متعاطفين مع تنظيم حـ ـزب الله التركي المحـ ـظور داخـ ـله، وتعبيرهم في أكثر من مناسبة عن “احترامهم للثـ ـورة الإيـ ـرانية”، فإن المتحدثين باسمه يؤكدون أنه حركة سياسية رسمية لها سلوكها ومنهجها الخاص المختلف عن حـ ـزب الله.
شارك الحزب في الانتخابات البلدية بتركيا عام 2014، وحصل على 7.8% من الأصوات في محافظة باطمان، و4.32% بديار بكر جنوب شرق تركيا.