حزب جديد في طريقه للإنضمام إلى حزب أردوغان استعداداً للانتخابات القادمة
استعدادا لمعركة الانتخابات العامة المقبلة في تركيا عام 2023 تخوض الأحزاب السياسية حربًا من أجل الظفر بأصوات الناخبين سواء بالانضمام إلى تحالف المعارضة أو تحالف الحزب الحاكم، أو الدخول كحزب قائم بذاته وبرؤية مستقلة عن التحالفات.
وفي هذا السياق كان حزب العدالة والتنمية الحزب الأكبر في تحالف الشعب الحاكم بعمل على توسيع تحالفه وضم أحزاب أخرى إليه، ومن بينها حزب السعادة الذي أبدى استعدادا للدخول في التحالف.
غير أن وفاة رئيس المجلس الاستشاري لحزب السعادة، وزعيم حركة “ميللي غوروش” “الرؤية الوطنية”، أوغوزخان أصيل تورك، في الأول من الشهر الحالي، قد أثارت التساؤلات حول مصير التحركات التي بدأها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أجل التقارب مع حزب السعادة.
وكانت تورك من أشد المنتقدي لرئيس حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو، بسبب تحالفه مع أحزاب المعارضة، ودائما ما تدعو للانضمام إلى التحالف الحاكم.
متابعون للشأن التركي يقولون إن هذا الموقف يعبر عن قاعدة شعبية كبيرة داخل الحزب، الأمر الذي يشكل ضعوطا كبيرة تمارس على كارامولا أوغلو.
وأوضحوا أن من أبرز الأسباب التي جعلت عددا لا بأس به من قادة وأعضاء الحزب يشعرون بعدم الراحة في تحالف المعارضة ويضغطون على كارمولا بالانسلاخ عنه، هي التعاون الذي تبديه بعض الأحزاب في التحارف مع المنظمات الإرهابية كمنظمة العمال الكردستانية
وذكرت مصادر إعلامية أن رئيس حزب السعادة أجرى زيارات في الآونة الأخيرة لكافة قادة أحزاب المعارضة، قد وجه طلبا لعقد لقاء مع الرئيس التركي.
كما نقلت عنه أنه ابدى استعدادا للانضمام للتحالف الحاكم، لكنه اشترط أن تغير السلطات من سياساتها التي وصفها “غير صائبة”، والعودة عن الأخطاء، وتغيير النظام الرئاسي، وخلق بيئة من الحوار في البلاد بدلا من الصراعات القائمة.
غير أنه مؤخرًا أبدى عدم نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، أشار في حديث آخر أنه من المبكر الحديث عن التحالفات وانضمام حزبه إليها، مشيرا إلى أن حزبه يجري لقاءات مع الجميع.
بدوره ذكر الكاتب التركي إسماعيل ياشا، في حديث له أن المحادثات التي بدأت بين أردوغان وأصيل تورك لم تكن اجتهادا فرديا منه ولكنها جاءت نتيجة الاستياء الواسع في صفوف أنصار حزب السعادة من التحالف مع حزب الشعب الجمهوري.
وأشار إلى وجود انقسام داخل حزب السعادة، قسم يرى ضرورة الابتعاد عن حزب العدالة والتنمية، وآخر يرى إمكانية التحالف معه، وبالتالي فإن المحادثات ستستمر.
وأضاف أن كارامولا أوغلو وقادة حزبه، يسعون في ذلك الوقت إلى تعزيز أهمية الحزب لدى كلا التحالفين باعتباره “مفتاح الفوز”، ولذلك يقول إن موضوع التحالفات سيحسم قبيل الانتخابات، بناء على مصلحة الحزب.
وفي وقت سابق ذكرت تقارير محلية أن تحالف المعارضة يشهد تخبطا ظهر للعلن من أجل التوافق على مرشح واحد.
من جانبه فقد سبق زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو الكل وأعلن أنه ينوي الترشح للرئاسة، ويجري محاولات لاستقطاب حزب المستقبل الذي يقوده أحمد داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بزعامة علي باباجان.
وداخليا يعمل على إبعاد أكرم إمام أوغلو، عن سباق الرئاسة، على الرغم من أن زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، وقادة حزب الشعوب الديمقراطي يفضلون رئيس بلدية إسطنبول.
وأوضحت التقارير أن زعيمة حزب الجيد ترى أنه يجب التوافق على مرشح مشترك، غير أن نائبها في رئاسة الحزب جيهان باتشاجي قال عن كليتشدار أوغلو إنه “يتحدث بشكل منفرد وشخصي.
وأضاف: “علينا التوافق بشأن الوعود وإعلانها بشكل مشترك.. وما دمنا سنتشارك فهل شاورتنا؟” في خطوة تدلل على رفض الحزب الذي تقوده أكشنار لاحتمالية ترشح كليتشدار أوغلو.
لكن كليجدار أوغلو صرح مؤخرا أنه لا يستبعد وجود أكثر من مرشح للتنافس على الرئاسة، فيما لم تعلق أكشنار على ما ذكره زعيم حزب الشعب الجمهوري.
وبالحديث عن حزب الشعوب الديمقراطي الحزب الثالث في التحالف، فقد أشار النائب عنه جارو بايلان إلى احتمالية انفصال حزبه عن “تحالف الأمة” المعارض، لافتا إلى أن هذا التحالف “لا يتطابق مع رؤيتنا، ولذلك سنستمر في طريقنا الخاص بنا بمعزل عنه”.
وقال بايلان: “هم يتحدثون عن العودة إلى النظام البرلماني الديمقراطي، ونحن نقول ذات الشيء، ولكن فهمنا للديمقراطية متقدم عنهم، وإذا ظنوا أن حزب الشعوب الديمقراطي سيصوّت لهم فهم مخطئون”.
وعلى ذات السياق هاجم النائب عن الحزب نفسه إرول كاتيرجي أوغلو، كليتشدار أوغلو وحزب الشعب الجمهوري، قائلا: إن حزب الشعب الجمهوري لا يمكنه حتى تلبية مطالب قاعدته.
ووجه كاتيرجي أوغلو سؤال مصيريا: “ما هي خارطة الطريق لكليتشدار أوغلو بشأن المشكلة الكردية؟”… هو يتحدث كلاما بالهواء، والسياسة ليست كذلك”.