عثمان طه الحلبي .. السعودية تكرم مواطناً سورياً وتمنحه الجنسية
أعلنت المملكة العربية السعودية منح خطاط المصحف الكريم، السوري “عثمان طه الحلبي” الجنسية السعودية تكريماً له وافتخاراً بما قدّمه من خدمة جليلة للعالم الإسلامي من خلال كتابته للمصحف الشريف.
ونقلت صفحة “أخبار منطقة المدينة المنورة” على موقعها الرسمي في تويتر أنه صدر الأمر الملكي بمنح الجنسية السعودية للخطاط السوري “عثمان طه” في حين قال إمام الحرم المكي “ماهر المعيقلي” في منشوره على فيسبوك: “نبارك للخطاط العالمي (طه عثمان) خطاط المصحف الشريف بصدور الأمر الكريم بمنحه الجنسية السعودية”.
وأشار إلى أنه قد تمت طباعة أكثر من (٢٠٠) مليون نسخة من مصحف المدينة النبوية وتوزيعه في العالم بخط الشيخ “عثمان طه”، سائلاً الله أن يثيبه على ما قدّمه ويبارك في علمه وعمله.
ولد الخطاط العالمي في ريف مدينة حلب عام 1934، ووالده الشيخ “عبده حسين طه” إمام وخطيب المسجد وشيخ كتاب البلد، ومنه أخذ عثمان مبادئ الخط حيث أجاد بشكل كبير خط الرقعة.
ودرس “عثمان” المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة حلب في الكلية الشرعية الخَسرَويّة، وخلال هذه المدة تتلمذ على مشايخ الخط في حلب كالأساتذة محمد علي المولوي ومحمد الخطيب وحسين حسني التركي وعبد الجواد الخطاط وإبراهيم الرفاعي خطاط مدينة حلب، كما درس المرحلة الجامعية في دمشق وحصل على الليسانس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق عام 1964، وعلى دبلوم التربية عام 1965.
وفي العاصمة دمشق تتلمذ على يد خطاط بلاد الشام “محمد بدوي الديراني”، وأخذ منه الكثير في الخط الفارسي والثلث حتى عام 1967، كما اجتمع مع خطاط العراق الأستاذ هاشم محمد البغدادي، وأخذ منه تمرينات وتعليقات كثيرة حول خط الثلث والنسخ.
كتب الأستاذ الخطاط “عثمان طه” المصحف الشريف أكثر من ثلاث عشرة مرة، وكلها بالرسم العثماني، وطُبِعَ أكثرها وانتشرت في العالم الإسلامي، وعُرف عنه أسلوب متميز في كتابة المصاحف حيث تخلَّص من كثير من التركيبات الخطية التي كانت تُعيق الضبط الصحيح، كما تخلَّص من أشكال بعض الأحرف من خط النسخ تفادياً لالتباسها بحروفٍ أخرى مشابهة لها مثل: الهاء المشقوقة، والميم المطموسة بأنواعها، والراء المعكوفة، وغير ذلك.
واعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة واكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية، وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حسن الترتيب والتنسيق.
حصل الأستاذ عثمان طه على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطّاطين في العالم الإسلامي الأستاذ حامد الآمدي عام 1973م، وعُيّن خطاطاً لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة منذ عام 1988، وكاتباً لمصاحف المدينة النبوية.
يذكر أن المملكة العربية السعودية منحت جنسيتها في وقت سابق للباكستاني “مختار عالم” خطاط كسوة الكعبة المشرفة وشيخ خطاطي مكة، إضافة لعدة أشخاص من أصحاب الخبرات المميزة، وذلك في أول دفعة لها منذ أن فتحت المملكة الباب لتجنيس الكفاءات وأصحاب الخبرات، منهم أربعة سوريون، وذلك لإسهاماتهم في المجالين الثقافي والفكري.