أكرم إمام أوغلو يُغرق إسطنبول بالديون وأردوغان يوقفه عند حده
تصاعدت الحـ ـرب الكلامية والاتهامات، بين حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، وأحزاب معارضة بمقدمتها حزب الشعب الجمهوري، لتصل إلى رفع رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، لافتة في إسطنبول كتب عليها “الرئيس لم يقبل” بإشارة إلى رفض رئاسة الدولة تمويل البلدية لإقامة مترو أنفاق بالمنطقة الثالثة بالمدينة.
وهاجم إمام أوغلو رئاسة الجمهورية عبر تغريدة مؤخراً، تساءل خلالها عن سبب رفض الرئاسة لتمويل المترو الذي ستقيمه البلدية في المنطقة الثالثة في إسطنبول، بعد أن أوعز إلى نصب لافتة بإسطنبول، كتب عليها “كان من الممكن أن يمر مترو من هنا لكن الرئيس لم يقبل”.
وجاء الرد من رئيس بلدية إسنلر، توفيق غوك سو بتغريدة قال فيها “هل يمكن لأحدكم أن يذكّر رئيس البلدية، أنه جعل إسطنبول مدينة غارقة بالديون ولا يُسمح لها بالاستدانة بعد الآن، ربما لا يعرف هذه المعلومة لأنه غير مهتم بإسطنبول أصلاً”.
ويرى المحلل التركي، سمير صالحة أنه “من غير اللائق والمجدي تحويل موضوع خدمي لشعارات سياسية”، مضيفاً أن “رئيس البلدية، إمام أوغلو يحاول استغلال الشارع تحضيراً للانتخابات المقبلة، واتهام الرئيس أو حزب العدالة والتنمية، بإعاقة المشاريع الخدمية، رغم أن الحزب الحاكم صاحب مشروع تطوير تركيا والجميع يشهد بذلك بما فيها المعارضة”.
ويرجّح صالحة خلال تصريحه لـ”العربي الجديد” أن عدم تمويل مشروع المترو، جاء بعد مضاعفة ديون بلدية إسطنبول، من دون أن تنعكس الأموال على الخدمات ورفاهية السكان “رأينا امتعاضاً من أداء بلدية إسطنبول، وخاصة على صعيد الخدمات وتأخر تنفيذ المشروعات القائمة”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد كشف أخيراً عن حجم ديون بلدية إسطنبول، بعد أن تسلمها حزب الشعب الجمهوري، متهماً رئيس البلدية بإهانة سكانها وخيانة إسطنبول وتركيا.
وقال أردوغان: لقد ارتفعت ديون بلدية إسطنبول من 23.5 مليار ليرة، عام 2019 وقت تسلمها إمام أوغلو، إلى 61 مليار ليرة اليوم، من دون إنجازات تذكر، متوقعاً أن ترتفع إلى 100 مليار ليرة عام 2024 .
وتساءل الرئيس التركي، “إن لم ننظر للأعمال الجديدة بإسطنبول، لنسأل عن إتمام الأعمال السابقة، فهم لا يستطيعون إتمام الأعمال المستمرة بالفعل” وملمحاً إلى حزب الشعب الجمهوري الذي ينحدر منه رئيس البلدية إمام أوغلو، أضاف إنهم ” يقولون من دون حياء هناك من يعرقلنا، ليغطوا على فشلهم، هم لا يستطيعون إدارة المدينة، إلا أنهم ناجحون بالافتراء والكذب”.
وتساءل مغردون أتراك، رداً على تغريدة رئيس بلدية إسطنبول” أين أفعال إمام أوغلو” متابعين أنه لم يقدم شيئاً للمدينة منذ فوزه بانتخابات البلدية عام 2019″ تدهورت جودة الخدمات التي كانت موجودة من قبل” .
وفضلاً عن أهمية إسطنبول السياحية على اعتبارها موقعاً أثرياً متكاملاً ومتحفاً تاريخياً كبيراً، فهي توفر فرص عمل لـ20% من الأيدي العاملة في تركيا، وتسهم بـ22% من الناتج القومي التركي، ويؤخذ منها 40% من مجموع الضرائب في الدولة، وتنتج 55% من الصادرات التركية.
وفاقت ميزانية إسطنبول عام 2019 “قبل وباء كورونا” ميزانية رئاسة الجمهورية والبرلمان و18 وزارة تركية، كل على حدة من بينها وزارة الدفاع، حيث زادت ميزانية إسطنبول الكبرى عن 42 مليار ليرة تركية بزيادة بنسبة 8.65 % عن عام 2018.
ويرى كثيرون، أن من يمتلك قرار “إسطنبول الكبرى” المالي، يمكنه أن يقيم شبكة علاقات مع مستثمرين وحتى دول، بل ويؤمن عبر الصفقات رصيداً وعائداً لحزبه ويوسع من قواعده الجماهيرية.
ويواجه أكرم إمام أوغلو اليوم، اتهامات بتوظيف بلدية إسطنبول الكبرى عناصر محسوبة على منظمات إرهابية، فيما هاجم الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو متهماً إياه بفصل موظفين وتعيين موظفين “إرهابيين” بدلاً منهم.
المصدر: العربي الجديد