أسباب مشكلة روسيا وأوكرانيا
بدأت مشكلة روسيا وأوكرانيا بالتصاعد في عام 2014، عندما بدأ النزاع المسلح في دونباس بأوكرانيا. حيث اندلعت مظاهرات من قبل الجماعات الموالية لروسيا والمناهضة للحكومة في دونيتسك في أوكرانيا.
من ثم عادت حدة التوتر مجددًا بين روسيا وأوكرانيا منذ مطلع العام الجاري. حيث حشدت روسيا العديد من قواتها على الحدود الأوكرانية. وعلى الرغم من نفي الجانب الروسي نيته بخوض حرب ضد أوكرانيا إلا أن الجانب الأوكراني بدأ يستعد لسيناريوهات الحرب.
وكانت الحكومة الروسية أعلنت رفضها لانضمام أوكرانيا لحلف الناتو لأن ذلك من شأنه أن يهدد الأمن القومي الروسي. كما زاد الأمر حدة دعم دول حلف الناتو لأوكراني من أجل استعادة منطقة دونباس من روسيا. إضافة إلى نشر منظومة صواريخ متطورة في أوكرانيا من قبل حلف الناتو.
لماذا تريد روسيا غزو أوكرانيا
يرى الكثير من المحللين والخبراء السياسيين أن أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا تعزى إلى حقيقة أن روسيا لم تعد قادرةً منذ العام 2014 م وما بعده على إبقاء أوكرانيا في صفها السياسي علاوةً على شعورها بجنوح أوكرانيا المتعاظم نحو الغرب.
الأمر الذي بات يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي الروسي وخصوصًا بعد أن تخلت كييف عن صفة عدم الانحياز وسعت بشكلٍ علنيٍ للحصول على عضوية حلف الناتو. وبالطبع فإن عضوية أوكرانيا في أي تكتلٍ غربيٍ وبشكلٍ خاصٍ في حلف الناتو لا يعجب الدب الروسي أبدًا إذ يرى فيه تهديدًا مباشرًا لأمنه، وفي الوقت الذي بات فيه استعادة الاتحاد الروسي لولاء أوكرانيا أمرًا مستبعدًا يرى خبراء أن روسيا تبذل كافة الجهود المتاحة لعرقلة أي مشروعٍ ومساعٍ أوكرانيةٍ للانخراط في تكتلاتٍ مع الدول الغربية بهدف الإبقاء على أوكرانيا كمنطقةٍ رماديةٍ تفصل روسيا عن القوى الغربية.
وعلى الجهة الأخرى تتهم موسكو دول حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بالسلاح كما تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بسعيها لتأجيج التوتر في المنطقة، وفي الحقيقة فإن روسيا تريد تراجع الناتو إلى حدود ما قبل عام 1997 م، ولا ترغب بتوسعه مجددًا باتجاه الشرق ويقول الرئيس الروسي بوتين “ليس لدى روسيا مكان آخر تتراجع إليه، هل يعتقدون بأننا سنبقى مكتوفي الأيدي؟”
انفصال أوكرانيا عن روسيا
يعتبر يوم 24 أغسطس 1991عيدًا لاستقلال أوكرانيا عن روسيا. ففي 16 يوليو 1990 اعتمد البرلمان إعلان سيادة أوكرانيا.
كما جرى الاستفتاء والانتخابات الرئاسية الأولى يوم 1 كانون الأول 1991. في ذلك اليوم، أيد أكثر من 90% من الشعب الأوكراني قانون الاستقلال.
وانتخبوا رئيس البرلمان، ليونيد كرافتشوك ليكون أول رئيس للبلاد في الاجتماع الذي عقد في بريست، بيلاروسيا، في 8 كانون الأول.
والاجتماع التالي كان في ألمانيا في 21 من نفس الشهر، حيث اجتمع قادة بيلاروسيا، روسيا، وأوكرانيا. وحلوا الاتحاد السوفياتي رسميًا وتشكل اتحاد الدول المستقلة.
الاستعدادات الروسية لغزو أوكرانيا
مع تصاعد وتيرة الأنباء العالمية حول احتمالية قيام روسيا بشن حرب على أوكرانيا يراقب العالم بحذرٍ التحركات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
وتظهر صور الأقمار الصناعية مواصلة روسيا حشد قواتها والتي قدرت بما يقارب 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية في ثلاث نقاطٍ استراتيجيةٍ في غرب روسيا وشبه جزيرة القرم وبيلاروسيا الأمر الذي يرى فيه خبراء عسكريون مؤشرًا واضحًا لنية روسيا بغزو أوكرانيا عسكريًا، وتشير صور الأقمار الصناعية إلى وصول أكثر من 550 خيمةً للجنود الروس والمئات من المركبات العسكرية والمركبات الروسية المدرعة إلى شبه جزيرة القرم إضافةً إلى الكثير من المعدات العسكرية الأخرى في مناطق حدودية مختلفة.
وبهذا يختم المقال الذي تناول سؤال لماذا تريد روسيا غزو أوكرانيا مرورًا بعرض أبرز المحطات في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا منذ انفصال الأخيرة عن الاتحاد السوفييتي عام 1991 م واتخاذها توجهًا مختلفًا أكثر ميولًا نحو المعسكر الغربي. كما ذكرنا الاستعدادات الروسية للغزو المتوقع.