أعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين أن الدول الحليفة ستزيل روسيا من نظام سويفت بشكل غير كلي.
أعلن الاتحاد الأوروبي أنه ستتم إزالة بعض البنوك الروسية من نظام SWIFT.
سيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج روسيا، ما يجعل الشركات الروسية الكبرى في حالة صدمة، لكن هناك معاناة إنسانية ستترتب على هذا الأمر، وهو أنه لا يمكن تنفيذ الحوالات المالية بين الروس في الخارج وأقاربهم في الداخل أو العكس، فالأمر لا يقتصر على الحوالات التجارية فقط.
في سابقة دولية تم عزل إيران عن نظام سويفت في 2012 بعد أن فرضت عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي، وخسرت طهران ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط، وتضررت 30% من حركة تجارتها الخارجية.
أن نظام الدفع المالي الإلكتروني العالمي (سويفت) هو نظام تشفير أو ترميز استحدث في 1973 ليحل في الاستخدام محل نظام التلكس المعمول به في البنوك في وقتها لتسهيل حركة التدفقات النقدية العالمية ولجعلها أكثر سهولة وأمانا، واستخدم النظام رسميا في عام 1977 والمقر الرسمي له جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك في بروكسل ومنذ ذلك الوقت اصبح سويفت هو بمثابة العمود الفقري للنظام المالي العالمي، حيث وصل عدد المستخدمين يوميا للنظام قرابة 42 مليون مستخدم عبر 11000 ألف مؤسسة مالية تغطي جميع دول العالم.
النظام مستخدم للربط بين البنوك والمؤسسات المالية داخل حدود الدولة وخارجها، حيث لا تستطيع إجراء أي عمليات تحويل أموال بدون الحصول على كود السويفت المكون ما بين 8 إلى 11 رقم من اليسار 4 خانات، تمثل رمز المؤسسة المالية ثم خانتان اسم الدولة وخانتان اسم المدينة ثم اسم البنك أو رمز الفرع، والتلويح بالطرد منه يعنى الحرمان من آلية التداول العالمية للأموال.
“تم التلويح سابقا باستخدام آلية الطرد خارج ذلك النظام كنوع من الردع الاقتصادي القاسي في 2014 أثناء حرب القرم، وتم استخدامه فعليا خلال الفترة ما بين 2012 و2016 كعقوبة على إيران” .
إذا ما استخدمت القوى الكبرى تلك العقوبة الاقتصادية فهي ستكون قاسية جدا على الاقتصاد، وسوف تصيبه بالشلل، خاصة اقتصاد مثل الاقتصاد الروسي الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث مستخدمي النظام عبر 300 مؤسسة مالية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وستكون عقوبة قوية جدا سوف تضع الاقتصاد الروسي والحكومة الروسية في مأزق حقيقي أكثر من باقي العقوبات الاقتصادية الأخرى.
سويفت SWIFT” هي كلمة اختصار للتّسمية: Society for worldwide interbank financial telecommunication.
سويفت عبارة عن شركة دولية مقرها في Hulpe بالقرب من بروكسل ببلجيكا، مجلس إدارة سويفت يتألف من 25 عضوا كلهم من مجتمع مصرفي دولي، وكل واحد منهم حامل لصوت غير مباشر لبلده.
هذه الشركة هدفها لا يتمثل في تحقيق الأرباح بل في تأمين عمل سير شبكة دولية للاتصالات الإلكترونية ما بين ممثلي الأسواق المالية، وتوفير وسيلة مضمونة آليا لتسوية المدفوعات، وذلك بإدخال مقاييس موحدة في العلاقات المصرفية الدولية.
تشكلت سويفت عام 1973 بواسطة 239 بنكا موزعة على ١٥ بلدا، ثم أسست هذه الشركة شبكة للتحويلات المالية تحت الاسم ذاته سويفت عام ١٩٧٧ واستخدمت تقنيات حديثة في التحويلات المصرفية عوضا عن التلكس الذي لم يكن آمنا وحتى عام ٢٠١٠ يستخدم الشبكة نحو ٩ آلاف بنك في ٢٠٨ دول والرقم ارتفع بعد ذلك.
أول مهمة للشبكة هي أن تضمن عدم نكران معاملة التبادل non répudiation، بمعنى أنه لا أحد من المتعاملين يستطيع نفي وجود صفقة قد تمت، فسويفت بمثابة فعل توثيقي في مجموع المعاملات المنجزة مهما كان المبلغ وهذا لحماية المساهمين، فإن قام بنك بدفع مبلغ لبنك آخر فالبنك الدافع يطالب بضمان استلام لهذا الّدفع.
جاءت فكرة سويفت آنذاك من برنامج تعاملت به شركات الطيران الكبيرة من أجل تحسين ظروف التعامل مع زبائنها، لتمكنهم من حجز أماكنهم على متن الطائرة.
تشّجعت بعض البنوك الأمريكية الكبرى على تطوير هذه الفكرة وانتهى الأمر بتوحيدها في مؤسسة ببلجيكا.
في عام 2006 كشفت الولايات المتحدة الأمريكية أنها بمساعدة سويفت تجسست بشكل غير قانوني على التّعاملات المالية الّدولية بهدف تعقّب الأشخاص المشتبه في صلتهم بتبييض الأموال، في إطار المكافحة ضّد هذه الأعمال منذ هجمات ١١ سبتمبر وزودت سويفت سريا على مدار سنوات وكالة المخابرات الأمريكية بمعلومات عن ملايين الصفقات، وبالرغم من الجدل الذي أحدثه هذا الأمر فحتى يومنا هذا تعد سويفت SWIFT الأداة الأكبر والأكثر كفاءة لتحويل الأموال الدولية.
تكشف أرقام سويفت عن إجراء 42 مليون رسالة يوميا في عام 2021، وفي 2020 استحوذت روسيا على نحو 1.5% من الحركات المالية عبر سويفت، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا تفكر الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في إبعاد روسيا من هذا النظام.
وأيدت فرنسا وأستراليا إبعاد روسيا من نظام سويفت.