اكتملت جميع الاستعدادات للعملية العسكرية الجديدة (الخامسة) لإنشاء منطقة آمنة ولتطهير المناطق من الإرهاب.
ويشار إلى أن بعد قرار مجلس الأمن القومي، الذي سيعقد اجتماعه يوم الخميس بقيادة أردوغان، ستبدأ العملية العسكرية الخامسة في سوريا.
وفي هذا الصدد، تشمل الأهداف المحتملة للقوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري مناطق
يحتلها تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي وهي مدينة تل رفعت ومدينة عين العراب وعين عيسى ومنبج.
وبتطهير وتحرير جميع المناطق الأربعة ستكون المنطقة بأكملها من رأس العين حتى عفرين خالية من الإرهاب.
كما تعتبر تل رفعت أهم مدينة في العملية المرتقبة، حيث يستخدمها تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي كقاعدة لها.
وتعتبر مركز انطلاق الهجمات على المناطق الآمنة عفرين واعزاز وجرابلس ويتم تصنيع العربات مفخخة والعبوات ناسفة بها.
والجدير ذكره أن هذه المنطقة التي احتلها تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي في 16 فبراير/شباط 2016
كانت على جدول الأعمال من قبل لكن المنظمة الإرهابية دعت حينها روسيا والنظام السوري إليها .
وتأجلت العملية عندما قدمت روسيا الوعود لإقامة نقاط مراقبة في المنطقة تمنع الهجمات الإرهابية.
بالمقابل لم تفِ روسيا بالتزاماتها في هذا الصدد وسحبت جنودها من المنطقة بعد الحرب الأوكرانية
وحلت مكانها الميليشيات مدعومة من إيران مما أدى إلى أن تتحرك تركيا لتتخذ قرارها بشأن العملية.
وتعتبر منطقة عين العرب أيضًا مركزًا للهجمات الإرهابية، على النقاط الحدودية التركية ومناطق الجيش الوطني السوري،
حيث قام تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي بتطويق المدينة بأنفاق خوفًا من عملية
محتملة قد تشنها تركيا على مدى السنوات الأربع الماضية وعاد إلى حفر الأنفاق مؤخرًا.
وفي سياق متصل، نفذت ركيا 4 عمليات عسكرية شمالي سوريا “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”
ضد تنظيمي “داعش” و”بي كا كا/ ي ب ك” و”درع الربيع” ضد قوات النظام السوري .
وفي السياق ذاته، أشار يوسف محلي عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى أن “العملية المحتملة ستكون فرصة كبيرة للعودة الآمنة والطوعية”.
وأعرب عن دعمه لتطهير المنطقة من الإرهاب بالقول : “في حالة توفير الأمن في تلك المناطق يمكن لحوالي 2.5 مليون شخص العودة طواعية من تركيا إلى سوريا”.
من جهته، صرح رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، أن المعارضة السورية
جاهزة للعملية العسكرية الخامسة مع تركيا، مؤكدًا أن الجيش الوطني السوري على أهبة الاستعداد.
وقال مصطفى: “هناك عناصر إرهابية تحاول تقسيم سوريا وتهدد كل من تركيا وسوريا ونحن مستعدون لتطهير هذا المكان جنبًا إلى جنب مع تركيا “.
وأضاف مصطفى: “ تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي يقصف المستشفيات والأسواق من المناطق التي يحتلها
وتتواصل أعمالهم الإرهابية في مناطق أعزاز وعفرين ورأس العين وتل أبيض ونحتاج إلى منع تلك الهجمات من مركزها .
وأردف: “تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي يقوم بزعزعة استقرار المنطقة ونريد طرد الإرهابيين من كل مكان من أجل مستقبل سوريا.
وتعتبر مدينة منبج أيضًا ضمن خطة العملية العسكرية الخامسة لأنها أحد مراكز انطلاق الهجمات ضد منطقة درع الفرات.
وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 3 آلاف إرهابي في المنطقة ويتم تجنيد الشباب العرب في منبج قسرًا
ودفعهم إلى الجبهة ضد الجيش الوطني السوري.
بالإضافة إلى ذلك، يقع أحد مراكز تدريب الطائرات المسيرة التابعة لتنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي.
وقبل عام 2016 كان عدد سكان المنطقة مليوني نسمة ولكن بعد هجمات داعش وتنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي،
انخفض عددهم إلى أقل من 100 ألف.
وحاصرت عناصر من الجيش الوطني السوري المدينة بنحو 10 آلاف مقاتل من قبل، لكن العملية تأجلت بسبب دخول القوات الروسية
والجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن ،الاثنين، أن بلاده ستشرع قريبًا باستكمال إنشاء المناطق الآمنة بمحاذاة حدودها الجنوبية، شمالي سوريا.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا ستبدأ قريبًا باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأتها لإنشاء مناطق آمنة على عمق 30 كيلومترًا، على طول الحدود الجنوبية مع سوريا.
وفي هذا الصدد، أوضح أردوغان أن المناطق التي تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة،
ستكون على رأس أولويات العمليات العسكرية وستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن.
وقال: “سنتخذ قراراتنا بهذا الخصوص خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس”.
وأردف: “تركيا ستميز مجددًا في هذه المرحلة، بين من يحترمون حساسياتها الأمنية، والذين لا يكترثون سوى لمصالحهم،
وأنها ستصوغ سياساتها مستقبلًا على هذا الأساس”.
وكانت القوات التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، نفذت عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”
شمالي سوريا، ضد تنظيمي “داعش” و”بي كا كا/ ي ب ك”، و”درع الربيع” ضد قوات النظام السوري .
وطهرت تلك القوات آلاف الكيلومترات من الأراضي من الإرهابيين، وأتاحت الفرصة لآلاف السوريين
للعودة إلى أراضيهم والعيش فيها بأمان.
المصدر: يني شفق