في 2 يونيو – حزيران ، اندلع حريق في سوبر ماركت في مدينة كراتشي الباكستانية.
وأثناء الحريق تجمعت مجموعة من الناس أمام السوق ودعت بالتكبير لإخماد الحريق، وانتشرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي.
تم اخماد الحريق نتيجة جهود رجال الاطفاء لمدة ساعتين ونصف، فيما توفي شخص في الحريق ، وأصيب 6 ، من بينهم 3 من رجال الإطفاء.
وردت رواية «إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه» (رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة)، فهل هذه الرواية صحيحة وثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟.
وروى ابن السني رواية إذا رأيتم الحريق فكبروا في «عمل اليوم والليلة» برقم 289- 292 عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه وفي سنده ضعف.
وقال ابن القيم في «زاد المعاد» في شرحه لحديث إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه : لما كان الحريق سببه النار، وهي مادة الشيطان التي خلق منها، وكان فيه من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله، كان للشيطان إعانة عليه وتنفيذ له؛ فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد، وكبرياء الرب -عز وجل- تقمع الشيطان وفعله، ولهذا كان تكبير الله -عز وجل- له أثر في إطفاء الحريق، فإن كبرياء الله -عز وجل- لا يقوم لها شيء، فإذا كبر المسلم ربه أثر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان، التي هي مادته، فيطفئ الحريق، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا فوجدناه كذلك.
الحريق من الآفات العظام التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها، ويسأل الله تعالى أن يقيه منه ومن غيره من المصائب.
عن أبي اليسر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي وَالهَدمِ وَالغَرَقِ وَالحَرِيقِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيطَانُ عِندَ المَوتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغًا» رواه النسائي (5531) والحاكم في المستدرك (1/713) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الحافظ ابن حجر في “بذل الماعون” (199: ثابت).