تركيا تفرض نفسها في “حرب ممرات الطاقة”
في عام 2100، سيبلغ عدد سكان العالم 11.3 مليار نسمة، منهم 4.9 مليار يعيشون في آسيا و4.4 مليار في إفريقيا، بينما سيكون ممر أوراسيا، الذي تحتل تركيا مركز الثقل فيه، المنطقة الأكثر استراتيجية في تاريخ العالم، وتضم أضخم شبكة من الطرق البرية والسكك الحديدية وخطوط الطاقة.
ستكون تركيا أهم ملتقى على طريق تجارة بضائع تُقدر بأربعين تريليون دولار، وتجارة خدمات تقدر بعشر تريليونات دولار من المنتظر أن تقوما بين القارتين العملاقتين.
[ads1]
عند الأخذ بعين الاعتبار أن “عصر النفط” سيبدأ فعليًّا بالانحسار اعتبارًا من عام 2040، ستكون الفترة الممتدة ما بين عامي 2040 و2100 فترة تتم فيها تلبية احتياجات الطاقة العالمية من خلال الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة على نحو أكبر.
ولهذا ستبرز البلدان الفاعلة على صعيد الغاز الطبيعي كروسيا وأذربيجان وقطر وتركمانستان، في حين سيخرج الكثير من البلدان المنتجة للنفط في الخليج من “لعبة الطاقة العالمية”.
التعاون الاستراتيجي المتزايد في الكثير من النواحي بين تركيا وروسيا يدفع البلدين إلى التحرك سوية على صعيد حملاتهما العالمية والإقليمية في لعبة الطاقة العالمية.
وفي هذا السياق، سيزداد وضع روسيا قوة في مجال تلبية حاجة أوروبا من الطاقة مع مشروع السيل التركي، الذي سيوفر في الوقت نفسه الإمكانية لروسيا من أجل التخلص من “ممر أوكرانيا”.
التوتر الناشب بين روسيا وأوكرانيا خلال الأعوام العشرة الأخيرة دفع كييف إلى استغلال الغاز الطبيعي المار من أراضيها والذي هو حق لبلدان أخرى، علاوة على مسألة شديدة الخطورة وهي أن خط أنابيب الغاز مهمل لا يخضع للصيانة.
[ads2]
ولهذا فإن السيل التركي يتيح لأنقرة إمكانية فرض وجود تركيا في “حرب ممرات الطاقة العالمية”، ويعزز مكانة تركيا كبلد لا غنى عنه.
وبينما يحمى وطيس حرب ممرات الطاقة والتجارة من الشرق إلى الغرب والجنوب، بما في ذلك “ممر النقل الدولي الشمالي الجنوبي” الذي تجري مباحثات حوله بين أربعة بلدان هي روسيا وأذربيجان والهند وإيران، ستواصل تركيا فرض نفسها على هذه الممرات.