منوعات

كيف تستطيع بعض النساء ارتداء الملابس المكشوفة في البرد القارس عكس الرجال؟ السؤال الذي حير الشباب

كيف تستطيع بعض النساء ارتداء الملابس المكشوفة في البرد القارس عكس الرجال؟ السؤال الذي حير الشباب

برودة الطقس أمر مزعج للغالبية العظمى من البشر, وخصوصاً عندما يشتد البرد, فهو معضلة للكثير من الناس عندما يقومون باتخاذ قرار الخروج إلى الشارع والأماكن العامة لقضاء الأنشطة المختلفة.

فنلاحظ أن الغالبية العظمى من الشباب يكدّس الملابس بشكل مضحك في بعض الأحيان.

إلا أن للنساء رأي مختلف هنا تماماً, فنادراً ما نرى بعض النسوة تحتاط للبرد تماماً كما يفعل الرجال.

فالغالبية العظمى منهم تفضل ارتداء الملابس المكشوفة ضاربة بعرض الحائط برودة الطقس وما تخلفه من أضرار على الجسم.

ولربما في بعض الأحيان نراهم يستمتعون ببرودة الطقس, فـ كيف تستطيع بعض النساء ارتداء الملابس المكشوفة في البرد القارس؟

فما تفسير تحمل الخروج بالملابس الخفيفة عند النساء؟

في حين يسير الجميع بطبقات وطبقات من الملابس الثقيلة لتعزيز شعورهم بالدفء في الأجواء الباردة، لكن هذا لا يعني أن ملابس الخروج ستبدو مختلفة لجميع الناس.

إذ نجد كثيراً من النساء اللاتي يُقررن ارتداء ملابس خفيفة مثل الفساتين والتنانير القصيرة.

وعلى إثر ذلك انتشرت الكثير من الدعابات والخرافات حول سيقان النساء في بعض الدول الأوروبية مثلاً، أنها أقل حساسية وشعوراً بالحرارة.

وذلك في إطار السعي لوضع تفسيرات لقدرة بعضهن على ارتداء الملابس المكشوفة في فصل الشتاء دون الشعور بالبرد.

ماذا يقول العلم في هذه الظاهرة؟

هذا الأمر دفع العلماء للبحث وراء سبب عدم ارتداء بعض النساء أو الرجال على حد السواء لملابس ثقيلة بما يكفي لحميهم البرد القارس.

وفي هذا الشأن كشفت دراسة علمية نُشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس الاجتماعي، في عام 2021، أنّ النساء اللواتي يرغبن في أن يبدين بحلَّة معينة.

أو يركزن أكثر على شعورهن بـ “تجسيد الذات” من خلال الملابس، لا يشعرن بالبرد مثل الأناس الآخرين.

وقد استندت الدراسة على معلومات وبيانات إحصائية مثل ادعاء المغنية الأمريكية “Cardi B” عام 2014، أن الفتاة المنشغلة بصورتها الجسدية أمام الناس لن تشعر بالبرد أبداً!

نظرية الشيئية

لقد وضحت الدراسة أن العبارة تتماشى مع نظرية الشيئية التي تقول: “تركز النساء بشدة على مظهرهن الخارجي، فإن هذا التركيز السطحي يقلل من مقدار الموارد المعرفية المتاحة لعقولهن لكي يقمن بتقييم حالاتهن الداخلية الجسدية”.

وقد بيّنت الدراسة أنّه “لذلك السبب تحديداً، تتمكن النساء عندما يدخلن في حالة من “التشيؤ”، من أن يصبحن أقل وعياً بمدى جوعهن، وضربات قلبهن، وشعورهن بالدفء أو البرد. ومختلف المشاعر الداخلية الأخرى”.

نسيان الشعور بالجسد

ولاحظ الباحثون في الدراسة أن “معايير مظهر المرأة أعطت الأولوية للجمال على الراحة”، خاصة خلال العقود الأخيرة، وأنه “بعيداً عن الاحتجاج على اتجاهات الموضة المؤلمة

وغير الإنسانية تلك، غالباً ما تكون النساء أنفسهن من أشد المؤيدين والمروجين لها”.

وعلى الرغم من كون الدراسة قد أجريت في بريطانيا فقط، إلّا أنّ مبدأ “تشييء” أو “objectification” المرأة لجسدها الذي ينسيها ويشوش على كل ما يدور بالداخل من مشاعر ينطبق على النساء بشكل عام.

بناءً على هذه الظاهرة، يفترض الباحثون في ملخص الدراسة أنه عندما تكون المرأة في حالة من التشيؤ الذاتي، يمكن استخدامها لشرح “الظاهرة التي تتم ملاحظتها كثيراً

حيث تظهر النساء اللواتي يرتدين القليل من الملابس غير منزعجات تماماً من الطقس البارد”.

لماذا يقوم بعض الرجال بارتداء الملابس الخفيفة في البرد القارس دون تأثر؟

كما أسلفنا الذكر، فإنّ هذه الظاهرة لا تقتصر على النساء وإنما الرجال أيضاً، وفي مختلف بقاع العالم تقريباً، إذ من الشائع أن ترى وسط كل هؤلاء الناس الذين يسيرون بثيابهم

الشتوية الدائفة ذلك الشخص الذي يكتفي بارتداء قلنسوة خفيفة على زوج من الصنادل المكشوفة وبنطال قصير.

ولكن ما الذي يدفع هؤلاء الرجال إلى ارتداء ملابس غير مناسبة للطقس؟ يدعي بعض هؤلاء الناس الذين يفضلون ارتداء الملابس الخفيفة في ذروة البرد

أنهم لا يحتاجون إلى ارتداء طبقات الملابس الثقيلة لكي يشعروا بالدفء، ومع ذلك، فإن هؤلاء الرجال ليسوا خارقين، بل إن معظم الرجال الذين صرحوا للصحيفة

اعترفوا بأنهم كانوا يشعرون بالبرد طوال الوقت، وكانت أسباب عدم رغبتهم في ارتداء المعاطف والجاكيتات الشتوية السميكة نفسية أكثر منها جسديّة.

الموضوع ليس متعلقاً بقدرات جسدية خارقة!

بحسب أحد المشاركين، قال للصحيفة: “أفضل أن أكون مرتاحاً وبارداً قليلاً على ارتداء سراويل غير مريحة تشعرني بالدفء”.

لكن بالنسبة لآخرين فقد كانت المشكلة تتعلق بصورتهم الجسدية أكثر من أي شيء آخر؛ إذ أعربوا أنهم مستاؤون من الحجم الذي يضيفه المعطف الثقيل لشكلهم النهائي.

لذلك قد يبدو من بعيد أن الأشخاص الذين يفضلون عدم ارتداء الملابس الثقيلة في الشتاء القارس يتمتعون بنوع ما من القوى الخارقة، لكن حقيقة الموضوع

أن الأمر ينحصر كلياً حول ما يدور في أدمغة هؤلاء الأشخاص من أفكار.

لذلك في المرة المقبلة التي تُقرر فيها ترك منزلك الدافئ للاستمتاع بفعاليات شتوية في الهواء البارد، ارتدِ معطفاً ثقيلاً ضخماً وجورباً صوفياً، وأخبر نفسَك:

“لا ضير في أن أبدو ضخماً لبضع ساعات، المهم ألا تصطك أسناني من البرد!”.

مشاركة الخبر