هل العقارب تلد من ظهرها ؟ إليكم الحقيقة
منذ سنوات تجتاح مختلف مواقع التواصل الاجتماعي معلومات موثقة بفيديوهات تتضمن أن العقارب لا تلد بل ينفجر ظهرها لتخرج صغارها وتقتات على أمها حتى تقضي عليها.
إلا أن هذا الادعاء خاطئ تماماً ولا علاقة له بجوهر الموضوع لا من قريب ولا من بعيد كل البعد عن طريقة ولادة العقرب أو سلوكياتها.
وتبدو في المنشورات، صوراً كانت أم مقاطع فيديو، عقارب وعلى ظهرها صغارها التي يطلق عليها اسم “الفصاعل”.
وعلّق مشاركو المنشورات بالقول “هل تعلم أن العقرب لا تلد ولكن ينفجر ظهرها وتخرج صغارها خلال فترة يومين وتتغذى على الأم خلال فترة ثلاثة أيام”.
وتجتاح هذه المنشورات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2015 وبلغات عدّة حاصدة آلاف التفاعلات.
إلا أن الادعاء لا أساس له علمياً ولا يمتّ بصلة إلى طريقة إنجاب العقارب أو سلوكياتها.
في حديث مع وكالة فرانس برس، عرض الاختصاصي الفرنسي في علم الحشرات والعنكبوتيات، إريك ييتييه، الحقائق العلميّة وراء ولادة العقرب وسلوكياته.
وقال العالم، وهو أيضاً صاحب كتاب “عقارب العالم” (Scorpions du monde)، إن “صغار العقرب تفقس من بيوضها ما إن تضعها الأنثى وتتسلّق ظهرها مباشرةً”، وهذا ما يبرّر وجود الصغار في الصورة على ظهر أمّها.
وشرح إريك ييتييه أن الولادة تتمّ عن طريق فتحة الأعضاء التناسليّة الموجودة تحت بطن الأمّ وليس بانفجار الظهر كما روّجت له المنشورات المضلّلة.
وتابع “تتسلّق الصغار ظهر الأم لتحمي نفسها من خطر الحيوانات المفترسة وتتركها متى يحين الوقت فتستكمل الأمّ حياتها”.
بتصفّح الإنترنت، يمكن العثور على مصادر عدّة تتحدّث عن افتراس العقارب لبعضها. لكنّ هذا السلوك لا تقوم به الصغار بل أنواع من العقارب البالغة.
وبحسب الباحث المغربي، طاهر سليماني، المتخصص في علم المفصليّات فإن “الصغار تترك ظهر أمّها اعتباراً من اليوم الثالث” وهي لا تقتات عليها البتّة.
ويؤيّد إريك ييتييه زميله بالقول “افتراس العقارب الصغار لبعضها أو لأنواع من جنسها أمرٌ نادر جداً، فهي تفترق ما إن تنزل عن ظهر أمّها…”.
المصدر: أ.ف.ب
أثار سماع صوت غامض شبيه بنقيق الضفادع يتردد صداه وسط أعشاب البوزيدونيا الكثيفة اهتمام المتخصصين في الحياة البحرية الذين بدأوا في جلسات تسجيل لمعرفة مصدره.
وقالت لوسيا دي يوريو من المركز الفرنسي للتدريب والبحث في بيئات البحر الأبيض المتوسط: “لقد قمنا بتسجيلات في 30 بيئة عشبية بحرية وبقي الصوت موجوداً”.
وأضافت الأخصائية في الصوتيات البيئية: “لم يكن أحد يعرف جنساً يصدر عنه مثل هذا النقيق، هذا أشبه بجوقة حقيقية داخل بركة ماء”، وتابعت: “احتجنا إلى ثلاث سنوات لتحديد النوع المسؤول”.
عند التحدث عن موسيقى من قلب المحيط، يفكر كثر في غناء الحيتان، لكن من يعرف الصوت الشبيه بقرع الطبول الصادر عن سمك البيرانا الأحمر؟.
ولمشاركة أصوات الصفير والنعيق والزقزقة وباقي الأصوات المجهولة التي ليس لها اسم حتى، ينشئ علماء من تسعة بلدان مكتبة عالمية للأصوات البيولوجية تحت الماء، أطلقوا عليها اسم “Glubs” (المكتبة العالمية للأصوات البيولوجية تحت الماء) (Global Library of Underwater Biological Sounds).
ومن أجل مراقبة تطور الحياة البحرية بشكل أفضل، تهدف قاعدة البيانات هذه إلى الجمع بين كل التسجيلات الصوتية تحت الماء التي تم إجراؤها عبر الكوكب من قبل خبراء ولكن أيضاً من هواة متحمسين.
وظل العلماء يستمعون إلى أصوات الحياة تحت الماء لعقود من الزمن، لكن هذه التسجيلات غالباً ما كانت تركز على نوع معين، أو منطقة محددة، وفق القائمين على مشروع “Glubs” الذين يأملون في تخطي هذه الحدود.
ويؤكد هؤلاء أن هدفهم يقضي برسم “مساحات صوتية” حقيقية، بطريقة غير غازية، للتجسس على تطور نظام بيئي والأجناس التي تعيش فيه، أو لاكتشاف أنواع جديدة.
ونظراً لأن الكثير من الأسماك واللافقاريات المائية تكون ليلية أو خجولة، فإن المراقبة الصوتية يمكن أن تساعد في جهود الحفاظ على الطبيعة، وفق تأكيد أعضاء الفريق في دراسة نُشرت نتائجها أخيراً في مجلة “Frontiers in Ecology and Evolution”.
وقال المعد الرئيسي للدراسة مايلز بارسونز من المعهد الأسترالي لعلوم البحار: “مع تراجع التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم، هناك حاجة لتوثيق وتحديد وفهم أصول الأصوات التي تصدر عن الحيوانات البحرية قبل اختفائها المحتمل”.
ويقدّر العلماء أن كل أنواع الثدييات البحرية البالغ عددها 126 نوعاً تصدر أصواتاً، كما يفعل حوالي مئة نوع من اللافقاريات المائية وألف سمكة.
وتؤدي هذه الأصوات وظائف مختلفة بينها الدفاع عن النفس أو التحذير من خطر ما أو الإغواء، لكن ثمّة أيضاً أصوات سلبية، بينها مثلاً صوت حيوان يمضغ.
وهناك أيضاً أصوات تصدرها اللافقاريات أو الأسماك تنتج “فقط من تكوينها التشريحي”، بحسب لوسيا دي يوريو المعدة المشاركة في الدراسة.
ومن بين هذه الأصوات ما يشبه قرع الطبل الذي يحدث لدى الأسماك بسبب تقلص عضلة حول المثانة الغازية ما يسمح لها بالتحكم في العمق الذي تسبح فيه.
وتقول دي يوريو: “يُحدث ذلك صوتاً أشبه بالقرقعة، يختلف التردد والإيقاع وعدد النبضات من نوع إلى آخر، إنه يشبه الرمز الشريطي”.
بذلك يصبح من الممكن تحديد عائلة من الأسماك، وستتيح المكتبة العالمية إمكانية المقارنة، على سبيل المثال، بين قرقرة أنواع من سمك الهامور في البحر الأبيض المتوسط وتلك الموجودة قبالة فلوريدا أو في البحر الأحمر.
لكن يمكن أيضاً استخدام قاعدة بيانات “جلوبس” لتحديد الأصوات الغامضة الكثيرة تحت الماء.
فبعد شهور من التحقيق في آثار النعيق الغامض وسط أعشاب البوزيدونيا، تركزت شكوك لوسيا دي يوريو وزملاؤها على نوع من عقارب البحر، لكن ذلك لم يكن نهاية المفاجآت لديهم.
وتقول الباحثة: “لقد اصطدنا واحدة ووضعناها في صندوق وحاولنا تسجيل صوتها، كنا في الميدان، وحاولنا التسجيل في أحواض سمك حيث يوجد عقرب البحر.. من دون نتيجة”.
وحدها صور من كاميرا قادرة على التقاط الضوء في مثل هذه البيئة المظلمة سمحت بتوضيح اللغز: “إذ كانت السمكة تتمايل بينما يصدر عنها صوت النقيق”.
بعد التشريح، وُضعت فرضية تقضي بأن هذا النوع لديه عضلات وأوتار معينة تتقلص وتهتز.
وتشرح لوسيا دي يوريو “إنها آلة وترية، بما يشبه آلة جيتار تحت الماء”.
لكنها تشير إلى وجود ألغاز أخرى لا تزال بحاجة إلى حل معتبرة أن 90% من الأصوات المسجلة في البحر الأبيض المتوسط غير معروفة المصدر.