في أطلس الخصوبة العالمي، يعكس وضع تركيا خطورة بالغة. منذ عشر سنوات، كان متوسط معدل الولادة لكل امرأة في تركيا يبلغ 2.14، ولكن وفقًا لأحدث بيان صادر عن معهد الإحصاء التركي (TÜİK)، فقد انخفض هذا الرقم إلى 1.51 في عام 2023. هذا الرقم أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على حجم السكان، والذي يبلغ 2.1.
هذا يشير بوضوح إلى دق جرس الإنذار حول مستقبل تركيا الديموغرافي. وكما يظهر في أطلس الخصوبة العالمي، فإن معدل الخصوبة في تركيا أقل حتى من معدلات الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
وبحسب ما ترجمه “موقع تركيا عاجل”، نقلاً عن وكالات إخبارية تركية، فإنه إذا استمرت هذه السرعة في انخفاض معدلات الخصوبة، وبالتالي معدلات نمو السكان، سنشهد قريبًا في الشوارع عددًا أكبر من السكان في منتصف العمر وكبار السن مقارنة بالشباب.
وفقًا لبيانات السكان لعام 2023:
وفقًا لإسقاطات السكان لعام 2050:
إذا استمر هذا الاتجاه، فبحلول عام 2050، من المتوقع أن تكون نسبة السكان الذين يبلغون 65 عامًا فأكثر حوالي 1.5 مرة من نسبة الشباب تحت سن 15 عامًا، وسيزيد العمر الوسيط بحوالي 10 سنوات، مما يجعل السكان في البلاد “متوسطي العمر” و”كبار السن”.
والأكثر خطورة، إذا استمرت معدلات النمو المنخفضة الحالية، فمن المتوقع أن ينخفض عدد السكان إلى أقل من 70 مليونًا بحلول منتصف السبعينيات من القرن الحالي.
شيخوخة السكان تعني:
يمكن للدول الغربية المتقدمة التغلب على العبء الذي تشكله معدلات النمو المنخفضة وشيخوخة السكان على هيكلها الاجتماعي والاقتصادي وميزانياتها الحكومية من خلال الكفاءة الاقتصادية، والدخل القومي المرتفع، والموارد المالية الواسعة التي توفرها كونها مجتمعات رفاهية متقدمة.
ولكن بالنسبة لنا، يظهر الواقع أننا لسنا بنفس ثراء هذه الدول، وأن الوضع السلبي الحالي لا يمكن استمراره.
نظام الضمان الاجتماعي في تركيا، الذي يعاني بالفعل من توازنات اكتوارية متدهورة وموارد مالية غير كافية، سيصبح أكثر عجزًا في المستقبل حيث يتناقص عدد السكان في سن العمل ويزداد عدد كبار السن.
في نهاية عام 2022، كان عدد العاملين لكل متقاعد 2.01، ولكن بفضل تطبيق نظام EYT، انخفض هذا العدد إلى 1.67 في عام 2023. مع ظاهرة شيخوخة السكان السريعة ونظام التقاعد المبكر الذي لا يريد أحد التخلي عنه، من المتوقع أن ينخفض هذا المعدل إلى أقل بكثير من 1.5 بحلول عام 2050، وسيكون من الواضح أن الموارد المالية للبلاد لن تتحمل هذا العبء.
إذا لم يتم وقف انخفاض معدل الخصوبة، فإن تراجع السكان سيشكل عبئًا لا يمكن تحمله على المجتمع والاقتصاد، مما يشير إلى مستقبل مظلم لبلدنا.