شهدت الساحة السورية تطورًا لافتًا مع انعقاد اجتماع بين أحمد الشرع، الرئيس الفعلي للإدارة السورية الجديدة، ومظلوم عبدي، قائد منظمة PKK/YPG. تناول اللقاء قضايا عسكرية وسياسية تهدف إلى تعزيز التنسيق بين الجانبين، وأسفر عن اتفاق تاريخي على رفع العلم الأخضر السوري في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة المنظمة.
عقب الاجتماع، أكد المتحدثون أن الاتفاق يقضي برفع العلم الأخضر السوري كرمز موحد في كافة المناطق التي تسيطر عليها PKK/YPG. وأشار المتحدث باسم المنظمة في واشنطن، بسام إسحاق، إلى أن اللقاء كان ودّيًا وشهد مناقشات بنّاءة بشأن التنسيق المشترك وآليات التعاون المستقبلية.
في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط”، أوضح إسحاق أن سلسلة لقاءات عُقدت مؤخرًا بين PKK/YPG و”هيئة تحرير الشام”، مشيرًا إلى أن هذه المحادثات جاءت في أجواء إيجابية وركزت على تعزيز الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين.
في وقت سابق، اجتمع أحمد الشرع مع قادة الفصائل المسلحة المناهضة لنظام الأسد في دمشق تحت رعاية “هيئة تحرير الشام”. وعلى الرغم من غياب PKK/YPG عن هذا الاجتماع، إلا أن اللقاء الأخير مع الشعار يعكس تقدمًا ملموسًا في العلاقات بين الطرفين، وفقًا لإسحاق، الذي أكد أن الحوار هو السبيل لحل القضايا العالقة.
تواصل PKK/YPG، بدعم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، سيطرتها على مناطق استراتيجية في سوريا، بما في ذلك مدينة الطبقة في الرقة، وبلدات غرب نهر الفرات، ومحافظة الحسكة بالكامل، بالإضافة إلى ريف دير الزور الشمالي الشرقي.
أكدت مصادر ميدانية أن PKK/YPG تحافظ على تنسيق مستمر ومباشر مع “هيئة تحرير الشام” لتأمين المناطق الكردية في الشيخ مقصود وأشرفية بحلب، مما يعكس ديناميكية جديدة في العلاقات بين الأطراف الفاعلة في سوريا.
يُعد هذا الاتفاق خطوة حاسمة نحو إعادة صياغة التحالفات في سوريا، حيث يمهد الطريق لتوحيد الجهود بين الأطراف المختلفة وإعادة تشكيل خريطة النفوذ في البلاد، مما قد يسهم في تحقيق الاستقرار في المناطق الخاضعة للمعارضة.