بسم الله بوابة البركة.. ترجمة خطبة الجمعة الى اللغة العربية في عموم تركيا
بسم الله بوابة البركة.. ترجمة خطبة الجمعة الى اللغة العربية في عموم تركيا
خبطة الجمعة في تركيا بتَّارِيخُ:06.01.2023 تحت عنوان: بِسْمِ اللَّهِ : بَوَّابَةُ الْبَرَكَةِ
إِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ حَتّْمٌ أَوَّلاً
مَا لِعَبْدٍ عَنْ ذِكْرِهِ يَغْفَلَا
اِسْمُ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِنْ ذَكَرْتَهُ
يَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ كُلَّ شَيْئٍ يَسِيرًا
إِنْ يَكُنْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ فِي اَلْبِدَايَةِ
لَنْ يُشِينَ النَّقْصُ مِنْهُ فِي النِّهَايَةِ
أَيُّهَا اَلْمُسْلِمُونَ اَلْأَفَاضِلُ!
لَقَدْ بَدَأَ الْمَوْلِدُ الشَّرِيفُ، وَهُوَ تَعْبِيرٌ مُوجَزٌ عَنِ الْحُبِّ وَالْإِخْلَاصِ وَالْمَوَدَّةِ وَالْوَلَاءِ لِنَبِيِّنَا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِلرَّاحِلِ سُلَيْمَانْ جَلَبِيّ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” كُلُّ كَلَامٍ أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللّٰهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ أَبْتَرُ”[1]. لَقَدْ نَصَحَنَا أَشْرَفُ اَلْخَلْقِ نَبِيٌّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَبْدَأَ كُلَّ كَلَامِنَا وَكُلَّ أَعْمَالِنَا ب بِسْمِ اللَّهِ.
لِذَا، لِنَبْدَأْ بِالْبَسْمَلَةِ، فَنَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِحُبٍّ وَنَشْوَةٍ، لِنَلْجَأْ إِلَى الْبَسْمَلَةِ، فِي الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، رَحْمَةُ اللَّهِ الْوَاسِعَةُ وَالْمَغْفِرَةُ الَّتِي لَا تَنْتَهِي، لِأَنَّ الْبَسْمَلَةَ هِيَ الَّتِي تُعْطِي مَعْنًى لِحَيَاتِنَا، وَتُذَكِّرُنَا بِعُبُودِيَّتِنَا، وَالْبَسْمَلَةُ تُجَمِّلُ أَقْوَالَنَا، وَهِيَ الَّتِي تُبَارِكُ أَعْمَالَنَا .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
بَدَأَتْ دَعْوَةُ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ب بِسْمِ اللَّهِ. قَالَ النَّبِيُّ نُوحٌ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ): ” وَقَالَ ارْكَبُوا ف۪يهَا بِسْمِ اللّٰهِ مَجْرٰۭۙيهَا وَمُرْسٰيهَاۜ اِنَّ رَبّ۪ي لَغَفُورٌ رَح۪يمٌ”[2]، دَاعِياً اَلْمُؤْمِنِينَ إِلَى سَفِينَةِ النَّجَاةِ. وَدَعَا النَّبِيُّ سُلَيْمَانُ (ص): ” اِنَّهُ مِنْ سُلَيْمٰنَ وَاِنَّهُ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِۙ”[3]. وَأَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، عِنْدَمَا نَزَلَ الْوَحْيُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ بِذِكْرِ اسْمِ اللَّهِ “اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذ۪ي خَلَقَۚ”[4].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
اَلْبَسْمَلَةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كَلِمَةٍ تُنْطَقُ بِاللِّسَانِ وَتُعَلَّقُ عَلَى الْجُدْرَانِ بِأَلْوَاحٍ مُزَخْرَفَةٍ. اَلْبَسْمَلَةُ هِيَ نِيَّةُ الْعَيْشِ بِرِضَى اللَّهِ تَعَالَى مَعَ كُلِّ نَفَسٍ يَتِمُّ أَخْذُهُ. إِنَّهُ الْعَزْمُ عَلَى أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ قَوْلاً وَمَضْمُونًا ، وَأَنْ نَتَنَافَسَ فِي الْخَيْرِ وَأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَأَنْ نَتَجَنَّبَ جَمِيعَ أَنْوَاعِ الْحَرَامِ وَالشَّرِّ. ” يَا إِلَهِي! أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ بِكُلِّ أَعْمَالِي بِمُسَاعَدَتِكَ وَأِذْنِكَ وَإِرَادَتِكَ، وَأَنْ أَبْدَأَ كُلَّ عَمَلِي بِاسْمِكَ وَحْدَهُ ” .
أَيُّهَا الْأٌخْوَةُ الْأَعِزَّاءُ!
شِعَارُ الْمُؤْمِنِ اَلْبَسْمَلَةُ، فَهِيَ الذِّكْرُ الْمُشْتَرَكُ لِعَالَمِ الْوُجُودِ، وَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ، يَجِدُ السَّلَامُ بِذِكْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ خِلَالِ الْعَيْشِ بِاسْمِهِ، يَجْعَلُ حَيَاتَهُ ذَاتَ مَعْنًى وَيَبْحَثُ عَنْ عِلَاجٍ لِمَشَاكِلِهِ. بِاسْمِهِ يُخَفِّفُ مِنْ مَتَاعِبِهِ. وَيَعْرِفُ الْمُؤْمِنُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ تَبْدَأُ بِالْبَسْمَلَةِ سَتَكُونُ مُفِيدَةً. وَكُلَّ عَمَلٍ يَبْدَأُ بِالْبَسْمَلَةِ سَيَكُونُ مُثْمِراً. وَكُلَّ مَسَارٍ يَسْلُكُهُ بِالْبَسْمَلَةِ سَيَكُونُ الطَّرِيقَ الصَّحِيحَ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
اَلْبَسْمَلَةُ هِيَ مِفْتَاحُ الْبَابِ الَّذِي يُفْتَحُ عَلَى الرَّحْمَةِ وَالسَّلَامِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَالْيَنْفَتِحْ بِالْبَسْمَلَةِ كُلَّ أَبْوَابِ الْحُبِّ وَالْمَرْحَمَةِ، دَعْ مَشَاعِرَ الْكَرَاهِيَةِ وَالْعَدَاوَةِ تَنْتَهِي، دَعْ كَلِمَاتِنَا تَكْتَسِبُ الثِّقَةَ بِالْبَسْمَلَة، وَتُبَارِكُ أَعْمَالُنَا بِالْبَسْمَلَةِ، دَعْ حَيَاتَنَا كُلَّهَا تَجِدُ مَعْنًى بِالْبَسْمَلَةِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
نَحْنُ نَشْهَدُ أَكْثَرَ الْأَيَّامِ جَفَافًا فِي الْآوِنَةِ الْأَخِيرَةِ. فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى رَحْمَةٍ إِلَهِيَّةٍ تَظْهَرُ كَثَلْجٍ وَمَطَرٍ. اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغِيثُكَ وَنَلْجَأُ إِلَيْكَ، اَللَّهُمَّ لَاتَحْرِمْنَا مِنْ رَحْمَتِكَ! أَنْتَ الَّذِي تُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَاراً، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الثَّلْجَ وَالْمَطَرَ النَّافِعَ! اَللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْ أَرْضَنَا مِنَ الْغَيْثِ النَّافِعِ يَا اَللَّهُ.
[1] اِبْن الْحَنْبَلِ ، اَلْجُزْءُ الثَّانِي ،360
[2] سُورَةُ هُودْ ، 11 / 41
[3] سُورَة النَّمْلِ ، 27 / 30
[4] سُورَة الْعَلَقِ ، 96 / 1
اَلْمُدِيرِيَّةُ العَامَّةُ لِلْخَدَمَاتِ الدِّينِيَّة