سوريا تُغلق بوابة روسيا إلى شرق المتوسط: إنهاء اتفاقية ميناء طرطوس

ميناء طرطوس مغلق أمام روسيا وسوريا تستعد لاستثماره

تركيا عاجل – فريق التحرير

في خطوة تحمل أبعاداً استراتيجية، أعلنت الإدارة السورية الجديدة إنهاء اتفاقية تأجير ميناء طرطوس، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

الاتفاقية، التي أبرمتها حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد مع شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية لمدة 49 عاماً عام 2019، أُلغيت رسمياً، مما يعني انتهاء الوجود الروسي في هذا الميناء الحيوي.

صرّح مدير جمارك طرطوس، رياض جودي، لصحيفة “الوطن” السورية، قائلاً: “تم إنهاء الاتفاقية، وسيتم تخصيص عائدات المرفأ بالكامل لصالح الدولة السورية.” وأوضح أن الشركة الروسية لم تلتزم بتطوير الميناء كما نص الاتفاق، وأن الإدارة الجديدة تعمل الآن على تحديث المرافق وإعادة تأهيل الميناء ليصبح أكثر كفاءة.

وأشار جودي إلى أن العمل جارٍ لتحسين ظروف المرفأ من خلال تخفيض الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 60% لبعض البضائع، مما يعزز قدرة الميناء على منافسة الموانئ الأخرى في المنطقة.

ميناء طرطوس: رمز النفوذ الروسي في المنطقة

يُذكر أن ميناء طرطوس كان يُعد نقطة الارتكاز البحرية الوحيدة لروسيا في شرق المتوسط، ونافذتها إلى الشرق الأوسط. حصل الاتحاد السوفييتي على حقوق استخدامه عام 1971، وانتقلت هذه الحقوق لاحقاً إلى الاتحاد الروسي عقب انهيار الاتحاد السوفييتي.

وفي تطور جديد، أفادت تقارير عن دخول السفينة الروسية “سبارتا 2” إلى الميناء، وهي سفينة يُعرف عنها نقلها معدات عسكرية روسية. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا التحرك يأتي في وقت تواجه فيه موسكو تحديات متزايدة للحفاظ على نفوذها في سوريا.

لافروف: روسيا لن تغادر الشرق الأوسط

على الصعيد الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً التزام بلاده بالبقاء في المنطقة والمساهمة في تحسين الأوضاع في سوريا. وقال لافروف: “لن نغادر الشرق الأوسط. ما حدث في سوريا خلال السنوات العشر الماضية كان نتيجة لتعطيل العملية السياسية ومحاولات الإبقاء على الوضع القائم.”

تُظهر هذه التطورات أن مستقبل العلاقات الروسية السورية يدخل مرحلة جديدة مع تغيّر موازين القوى في المنطقة، حيث تعمل الإدارة السورية على إعادة صياغة سياساتها بما يتماشى مع أولوياتها الوطنية.

  – Automatic Update