أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة
أحمد الشرع رئيس سوريا
![أحمد الشرع رئيس](https://turkey-breaking.com/wp-content/uploads/2025/01/NGF787-750x430.jpg)
أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة
في خطوة مفصلية نحو إعادة بناء الدولة السورية، أعلنت الإدارة الجديدة في البلاد تنصيب القائد العام أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية، حيث سيتولى إدارة شؤون البلاد وتمثيلها في المحافل الدولية. جاء هذا القرار خلال مؤتمر “إعلان انتصار الثورة السورية”، الذي شهد حضوراً واسعاً من الفصائل العسكرية والثورية، وسط إجراءات تهدف إلى إعادة هيكلة مؤسسات الحكم وإنهاء عهد النظام السابق.
إجراءات سياسية وأمنية شاملة
شملت القرارات الصادرة عن المؤتمر حل جميع الفصائل المسلحة البالغ عددها 18 فصيلاً، بالإضافة إلى تفكيك الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق. كما تم الإعلان عن تشكيل مؤسسة أمنية جديدة لحفظ أمن المواطنين وضمان استقرار البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
وفي سياق الإصلاحات السياسية، تم تعطيل العمل بالدستور الحالي، وحل مجلس الشعب وكافة المؤسسات المنبثقة عنه، إضافةً إلى إلغاء حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، مع إعادة جميع أصولها إلى الدولة السورية.
تشكيل مجلس تشريعي مؤقت
من ضمن الخطوات التنظيمية للمرحلة الجديدة، مُنح أحمد الشرع تفويضاً بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد. وتم التأكيد على أن هذه الإجراءات تهدف إلى وضع أسس متينة لبناء نظام ديمقراطي يعكس تطلعات الشعب السوري.
الأولويات الاستراتيجية للإدارة الجديدة
أكد أحمد الشرع أن أولويات الإدارة الجديدة تتمثل في ملء فراغ السلطة، والحفاظ على السلم الأهلي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وديمقراطية. كما شدد على أهمية العمل على بنية اقتصادية تنموية لإعادة إعمار البلاد واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية.
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال الشرع: “لقد انتصرنا بفضل تضحيات شعبنا، واليوم نتحمل مسؤولية بناء سوريا جديدة قائمة على العدل والتنمية والاستقرار.” وأضاف أن النصر ليس نهاية المطاف، بل بداية مرحلة تتطلب جهداً مشتركاً من جميع السوريين لتحقيق مستقبل مشرق.
السياسة الخارجية والإقليمية
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الإدارة الجديدة تولي أهمية خاصة للعلاقات العربية والدولية، وتسعى إلى بناء شراكات استراتيجية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل. وأوضح أن الجهود الدبلوماسية نجحت في تحقيق استثناءات وتعليق بعض العقوبات المفروضة على سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
توحيد الفصائل العسكرية تحت قيادة واحدة
في إطار إعادة تنظيم المؤسسة العسكرية، عقد أحمد الشرع اجتماعاً مع قادة الفصائل العسكرية، حيث تمت مناقشة هيكلة الجيش الجديد وإدماج كافة الفصائل تحت إدارة وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية. وتم التأكيد على أن الجيش الجديد سيُبنى على أسس وطنية، بعيداً عن الانتماءات السياسية الضيقة.
نهاية عهد حزب البعث وبداية مرحلة جديدة
تزامنت هذه التحولات السياسية والعسكرية مع السيطرة الكاملة للمعارضة السورية على العاصمة دمشق في 8 ديسمبر 2024، منهية بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 عاماً من حكم عائلة الأسد. وفي اليوم التالي، كُلِّف محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود نحو بناء مستقبل جديد لسوريا.
رؤية مستقبلية لسوريا الجديدة
مع انطلاق المرحلة الانتقالية، تتجه الأنظار نحو تحقيق استقرار مستدام في سوريا، من خلال تبني سياسات إصلاحية تعزز الديمقراطية، وتعيد بناء المؤسسات، وتوفر حياة كريمة لجميع المواطنين. ووسط هذه التغيرات الجذرية، يبقى الأمل معقوداً على تحقيق مستقبل يليق بتطلعات الشعب السوري وتضحياته.
المصدر: تركيا عاجل