شرط غير متوقع لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا! ما علاقة تركيا؟

شرط غير متوقع لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا! ما علاقة تركيا؟

مع تصاعد التحركات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، برزت تطورات جديدة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في سوريا والمنطقة. فبينما تسعى واشنطن إلى تنفيذ خططها بشأن الانسحاب العسكري من سوريا، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن شرط مفاجئ وضعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لهذا الانسحاب، يتعلق بإعادة التقارب بين تركيا وإسرائيل.

زيارة تاريخية لأمير قطر إلى دمشق وإعادة فتح السفارة

شهدت الساحة السورية تطورًا لافتًا مع زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى دمشق يوم 30 يناير، في خطوة تُعدّ تحولًا مهمًا في العلاقات بين البلدين بعد أكثر من عقد من القطيعة الدبلوماسية.

وكانت قطر قد أغلقت سفارتها في سوريا عام 2011 احتجاجًا على قمع النظام السوري للمتظاهرين. لكن، ومع سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، أعلنت الدوحة عن قرارها بإعادة فتح بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية.

وقبل هذه الزيارة، قام رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بزيارة إلى دمشق في يناير، حيث تمّت مناقشة سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن قطر تعتزم تمويل زيادة رواتب موظفي القطاع العام في سوريا، إلى جانب تزويد البلاد بـ 200 ميجاواط من الكهرباء، على أن يتم توسيع الإمدادات بشكل تدريجي.

كما تسعى الدوحة للحصول على إعفاء من العقوبات الأمريكية للسماح بتحويل الأموال إلى سوريا عبر القنوات الرسمية، وسط ترقب للموقف الأمريكي من هذا الطلب.

تقارير إسرائيلية: ترامب يربط الانسحاب من سوريا بتحسين العلاقات التركية الإسرائيلية

أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأن إدارة ترامب وضعت شرطًا أساسيًا لسحب القوات الأمريكية من سوريا، وهو تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية السابقة كانت تخطط لسحب 2000 جندي أمريكي من سوريا، تنفيذًا لوعد ترامب الانتخابي، إلا أن تنفيذ هذا الانسحاب كان مرتبطًا بتفاهمات بين أنقرة وتل أبيب.

ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فقد أبلغ ترامب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن واشنطن ترغب في رؤية تقارب بين تركيا وإسرائيل كجزء من ترتيبات الانسحاب.

وكان أردوغان قد اتخذ مواقف حادة ضد إسرائيل منذ أكتوبر 2023، لكن التقارير تشير إلى ضغوط أمريكية لتخفيف هذه اللهجة. وعلى الرغم من إعلان تركيا عن قطع علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل، إلا أن مصادر متعددة تحدثت عن استمرار “علاقات اقتصادية غير معلنة” بين الجانبين.

في المقابل، شهدت فترة حكم الرئيس جو بايدن زيادة عدد القوات الأمريكية في سوريا من 900 إلى 2000 جندي، في خطوة اعتُبرت رسالة ضمنية إلى إدارة ترامب السابقة. وأكد البنتاغون أن هذا الانتشار يهدف إلى مواصلة عمليات مكافحة تنظيم داعش.

الحكومة السورية الجديدة: “مستعدون لضمان الأمن.. وعلى إسرائيل الانسحاب من الجولان”

في سياق متصل، التقى مسؤولون من الحكومة السورية الجديدة مع جان بيير لاكروا، المسؤول في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث شددت دمشق على ضرورة انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1967.

وأكدت القيادة السورية استعدادها لنشر قوات في المنطقة وفقًا لاتفاق عام 1974، الذي ينص على إنشاء منطقة عازلة، لكنها اشترطت انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة.

وكانت إسرائيل قد أرسلت قواتها إلى المنطقة العازلة في 8 ديسمبر 2023، بعد سقوط نظام الأسد مباشرة، وهي خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها انتهاك لاتفاق فض الاشتباك.

من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن التواجد العسكري الإسرائيلي في المنطقة “غير محدود زمنيًا”، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى للسيطرة على المناطق الممتدة حتى بلدة قطنا، التي تبعد 30 كيلومترًا عن دمشق.

وفي ظل هذه التطورات، يواصل مراقبو الأمم المتحدة التحقق من الالتزام بالاتفاق، بينما يشير تصاعد النشاط العسكري الإسرائيلي إلى تصعيد جديد قد يفتح الباب أمام مواجهات دبلوماسية وقانونية دولية.

المصدر: تركيا عاجل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد