أحمد الشرع يقدم وعودًا هامة لتركيا ويتحدث عن تغيير جذري قادم إلى سوريا!

أحمد الشرع الرئيس السوري

أحمد الشرع يقدم وعودًا هامة لتركيا ويتحدث عن تغيير جذري قادم إلى سوريا!

أعلن أحمد الشرع، الرئيس المؤقت الجديد لسوريا، عن تعهدات هامة في أول مقابلة دولية له مع مجلة ذي إيكونوميست. في قصره الدمشقي الذي يعكس حجم الدمار في البلاد، أجاب الشرع على أسئلة محورية بشأن مستقبل سوريا، من بينها “هل ستكون سوريا ديمقراطية أم ستتبع الشريعة؟”، “ما هو مصير تنظيم PKK الإرهابي؟”، و”ما هي حقوق النساء في المستقبل؟”.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، أكد الشرع عزمه على إعادة بناء سوريا بطريقة تتماشى مع المبادئ الحديثة والديمقراطية.

في حديثه، أكد الشرع الذي تم تعيينه رئيسًا مؤقتًا لسوريا في 29 يناير، أن سوريا ستشهد تغييرًا جذريًا في السنوات القادمة، حيث سيُعاد بناء الدولة على أسس جديدة تعتمد على العدالة والتشاور بين كافة فئات المجتمع.

كما أشار إلى أن سوريا ترفض تمامًا أي محاولات لتحويلها إلى نظام فيدرالي، مؤكدًا أن الوحدة الوطنية ستظل أولوية.

التوجهات السياسية والاقتصادية في سوريا

أكد أحمد الشرع على ضرورة بناء سوريا على أسس اقتصادية وسياسية جديدة، بعد سنوات من حكم النظام السابق الذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد والبنية التحتية للبلاد.

وقال: “لقد عاشت سوريا تحت حكم النظام السابق لمدة 54 عامًا، حيث شهدت العديد من الكوارث الاقتصادية والاجتماعية، ونحن مصممون على التغيير.”

وأوضح الشرع أن السنوات الخمس القادمة ستشهد مرحلة إعادة بناء الدولة بشكل حديث، مع تعزيز دور المجتمع في إدارة شؤون البلاد. وتحدث عن أهم القضايا الداخلية، مثل تعزيز العدالة والمساواة لجميع فئات الشعب، إضافة إلى إصلاح النظام الاقتصادي الذي دمره النظام السابق.

التحديات الأمنية والحلول المستقبلية

فيما يخص التحديات الأمنية، أشار الشرع إلى أن الحكومة السورية تواصل العمل على السيطرة على الأسلحة المنتشرة في البلاد، إلا أن هناك تحديات كبيرة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم PKK، مثل شمال شرق سوريا.

وأضاف: “نحن بصدد التفاوض مع القوى المحلية، ونأمل أن نتمكن من إيجاد حل سلمي دون تصعيد النزاع.”

وفيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا، أكد الشرع أن بلاده لن تسمح لأي جهة كانت، بما في ذلك تنظيم PKK، بتهديد الأمن السوري، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية قدمت ضمانات لتركيا بأنهم سيحاربون أي محاولة لتمدد الإرهابيين داخل الأراضي السورية.

مستقبل الانتخابات السورية

أجاب أحمد الشرع عن تساؤلات تتعلق بتأجيل الانتخابات السورية، حيث أشار إلى أن الوضع الراهن في البلاد لا يسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في الوقت الحالي.

وقال: “نحتاج إلى وقت أطول لضمان تحديث سجلات الناخبين، وإجراء تعداد سكاني دقيق، بالإضافة إلى عودة اللاجئين السوريين. لذلك، من الضروري انتظار ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع سنوات قبل تنظيم انتخابات حقيقية.”

أحمد الشرع يقدم وعودًا هامة لتركيا ويتحدث عن تغيير جذري قادم إلى سوريا!
أحمد الشرع يقدم وعودًا هامة لتركيا ويتحدث عن تغيير جذري قادم إلى سوريا!

قضايا المرأة والإصلاحات الاقتصادية

أكد أحمد الشرع أن حقوق المرأة ستكون جزءًا أساسيًا من الإصلاحات المستقبلية في سوريا، مع التأكيد على أن هذه الحقوق ستكون وفقًا للمعايير الإسلامية.

وأضاف: “سنحرص على إشراك النساء في الحياة العملية والتعليم، وسنعمل على إعادة تأهيل الاقتصاد السوري من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة”.

قد يهمك: شاهد ماذا كتبت صحيفة “يني شفق” عن زوجة أحمد الشرع لطيفة الدروبي

التحولات السياسية والعلاقات الدولية

على صعيد السياسة الخارجية، أكد الشرع أن سوريا ستسعى لإقامة علاقات قوية مع تركيا، حيث سيتم التركيز على التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين. كما أشار إلى أنه يجب إنهاء وجود القوات العسكرية الأجنبية في سوريا ضمن خطة إعادة البناء، مؤكدًا أن جميع القوات العسكرية في سوريا يجب أن تكون موجودة بناءً على اتفاقات رسمية فقط.

وفيما يخص الولايات المتحدة وروسيا، صرح الشرع بأن سوريا ترفض أي وجود عسكري أجنبي دون إذن من الحكومة السورية، مؤكدًا أن جميع التواجد العسكري يجب أن يكون وفقًا للاتفاقيات الرسمية.

أحمد الشرع يزور أردوغان في العاصمة أنقرة

يأتي هذا بعد أن استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره السوري، أحمد الشرع، في العاصمة أنقرة يوم الثلاثاء، 4 فبراير 2025. تُعد هذه الزيارة الأولى للشرع إلى تركيا منذ توليه منصبه كرئيس انتقالي لسوريا. خلال اللقاء، بحث الرئيسان عدة قضايا مهمة تتعلق بالعلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.

أبرز محاور اللقاء:

تعزيز العلاقات الثنائية: ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون بين تركيا وسوريا في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، الأمن، والسياسة.

الأوضاع الأمنية في سوريا: تبادل الرئيسان وجهات النظر حول المستجدات الأمنية في سوريا، وسبل تحقيق الاستقرار في المناطق المتأثرة بالنزاع.

ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد): تناول اللقاء مناقشة وضع قوات سوريا الديمقراطية ودورها في المشهد السوري، وسبل التعامل معها في المرحلة المقبلة.

إعادة الإعمار: بحث الرئيسان خطط إعادة إعمار سوريا، ودور تركيا في دعم هذه الجهود من خلال تقديم المساعدة التقنية والمالية.

اللاجئون السوريون: تم التطرق إلى قضية اللاجئين السوريين في تركيا، وسبل تسهيل عودتهم الطوعية والآمنة إلى ديارهم.

تأتي هذه الزيارة في إطار جهود القيادة السورية الجديدة لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة، وبخاصة تركيا، التي لعبت دورًا محوريًا في دعم الشعب السوري خلال السنوات الماضية. كما تعكس هذه الخطوة رغبة مشتركة في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، والعمل على بناء مستقبل أفضل لسوريا.

من الجدير بالذكر أن الرئيس الشرع كان قد زار المملكة العربية السعودية قبل قدومه إلى تركيا، حيث التقى بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية.

تعكس هذه التحركات الدبلوماسية انفتاح القيادة السورية الجديدة على تعزيز التعاون مع الدول العربية والإقليمية، بهدف تحقيق الاستقرار والتنمية في سوريا والمنطقة بأسرها.

المصدر: تركيا عاجل