تفاصيل هروب بشار الأسد من دمشق إلى موسكو على لسان نجله حافظ الأسد

تفاصيل هروب بشار الأسد من دمشق إلى موسكو على لسان نجله حافظ الأسد

أثار حافظ الأسد، نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، جدلًا واسعًا بعد كشفه تفاصيل هروب بشار الأسد وعائلته من دمشق، مؤكدًا أن الروس أجبروا العائلة على الرحيل، وليس كما يروج البعض بأنهم فروا هربًا من الوضع المتدهور.

وجاءت هذه التصريحات عبر قناته على “تلغرام”، حيث أوضح أن مسؤولين روس مارسوا ضغوطًا مباشرة على والده وأفراد العائلة للانتقال إلى موسكو.

كيف أجبر الروس عائلة الأسد على المغادرة؟

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فقد نشرت قناة “ديفيند أونلاين” الهولندية، المتخصصة في الأخبار الاستخباراتية، تقريرًا أكّد أن حافظ الأسد كشف معلومات غير مسبوقة حول تفاصيل هروب بشار الأسد من دمشق.

وأوضح حافظ أن عائلته لم تكن تنوي مغادرة العاصمة السورية، لكن القرار جاء بضغط مباشر من موسكو، قائلًا:
“لم نخطط أبدًا لمغادرة دمشق، ناهيك عن سوريا”، مشيرًا إلى أن والده نشر تصريحًا مماثلًا عبر “فيسبوك”، لكنه حُذف بعد وقت قصير.

اللحظات الأخيرة قبل مغادرة دمشق – تفاصيل هروب بشار الأسد

كشف حافظ الأسد أن مسؤولًا روسيًا وصل إلى منزلهم في حي المالكي بدمشق ليلة 9 ديسمبر، وأبلغ والده بضرورة التوجه إلى اللاذقية لبضعة أيام. لكن فور وصولهم إلى هناك، أدركوا أنهم ليسوا في مأمن، حتى داخل القاعدة العسكرية الروسية، حيث بدأوا يتلقون أخبارًا عن فقدان السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.

وأكد حافظ أن الأوضاع خرجت عن السيطرة تمامًا، حيث انقطع الاتصال بالجيش وانتشرت الفوضى، مما دفع القادة الروس إلى اتخاذ قرار عاجل بنقل العائلة إلى روسيا.

وأضاف أنه عند وصولهم إلى مطار دمشق الدولي، كان المكان شبه مهجور، وحتى برج المراقبة كان فارغًا، مما زاد من التوتر، قبل أن يتم ترحيلهم عبر طائرة عسكرية روسية إلى قاعدة حميميم، ومن هناك إلى موسكو.

شهادات من داخل العائلة – تفاصيل هروب بشار الأسد كما رواها حافظ الأسد
في شهادته، أوضح حافظ الأسد أن الأحداث بدأت تتسارع منذ 29 نوفمبر، حيث كان في موسكو للدفاع عن أطروحته، بينما كانت والدته تتلقى العلاج هناك. ثم عاد إلى دمشق في 1 ديسمبر بسبب التدهور الأمني، بينما بقيت والدته وشقيقته زين الأسد في موسكو.

كما أشار إلى أن شقيقه كريم الأسد كان يحضر امتحاناته في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق، بينما كانت زين قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق يوم 8 ديسمبر.

الدور الروسي الحاسم في تفاصيل هروب بشار الأسد

أكد حافظ الأسد أن التدخل الروسي كان العامل الحاسم في قرار مغادرتهم، موضحًا أنه حتى ليلة 7 ديسمبر لم يكن هناك أي استعدادات للمغادرة. إلا أن الأمور انقلبت رأسًا على عقب بعد منتصف الليل، عندما وصل مسؤول روسي إلى منزلهم وأبلغهم بخطورة الوضع وضرورة انتقالهم إلى اللاذقية فورًا.

وكشف أنه حاول إبلاغ أبناء عمومته بقرار الرحيل، لكنهم اختفوا فجأة بعد مغادرة العائلة. وعند وصولهم إلى مطار دمشق الدولي، وجدوه خاليًا تمامًا، قبل أن ينضم إليهم عمه ماهر الأسد، ومن ثم تم نقلهم إلى قاعدة حميميم الجوية.

تفاصيل هروب بشار الأسد من دمشق إلى موسكو – اللحظات الأخيرة

في صباح 8 ديسمبر، كان من المفترض أن ينتقلوا من المطار إلى مقر الرئاسة في برج الإسلام، لكن جميع محاولاتهم للتواصل مع أي مسؤول باءت بالفشل، حيث كانت كل الهواتف مغلقة.

تزامن ذلك مع انسحاب الجيش السوري من آخر مواقعه العسكرية، بينما تعرضت القاعدة العسكرية لهجوم بطائرات مسيّرة. عندها، أبلغتهم القيادة الروسية أن الوضع خرج تمامًا عن السيطرة، وبناءً على تعليمات مباشرة من موسكو، كان لا بد من نقل العائلة إلى روسيا فورًا.

بحلول المساء، غادرت العائلة سوريا رسميًا على متن طائرة عسكرية روسية، وهبطت في موسكو خلال ساعات الليل.

ما الذي تعنيه هذه المعلومات

تصريحات حافظ الأسد تتناقض تمامًا مع الرواية الرسمية حول مغادرة العائلة، حيث أظهرت أن القرار لم يكن طوعيًا بل جاء بضغط روسي مباشر. هذه التفاصيل تكشف عن توتر كبير في العلاقات بين النظام السوري وروسيا، وتطرح تساؤلات حول مصير بشار الأسد ومستقبله السياسي بعد هذه المستجدات.

المصدر: تركيا عاجل