في قلب المدن التركية، تُنسج قصص لاجئين سوريين قرروا تحويل محنتهم إلى منحة، وغيوم الحرب إلى فرص للاستقرار. بين تصريحات رسمية تُطمئن ومخاوف تلوح في الأفق، كيف يواجه السوريون مصيرهم في تركيا؟
عبد الرحمن المحمد، لاجئ سوري يقيم في جنوب تركيا، لم يسمح للغربة أن تُوقف مسيرته. نجح في تأسيس شركة إعلانات ناجحة، وأتقن اللغة التركية لدرجة اندماجه الكامل مع المجتمع. يقول للجزيرة نت: “بنيت حياتي هنا، لكن قلقي من إلغاء نظام الحماية المؤقتة يظل يطاردي”.
يرتقب المحمد – مثل آلاف السوريين – مصير نظام الحماية المؤقتة المطبق على نحو 2.9 مليون لاجئ، خاصة مع تداول إشاعات عن إلغائه بنهاية يونيو/حزيران المقبل. وبحسب ما رصد موقع تركيا عاجل، فإن هذه التخوفات تتصاعد رغم التأكيدات الرسمية باحترام رغبة الراغبين في البقاء.
تُظهر الإحصائيات الرسمية لوزير الداخلية التركي “علي يرلي كايا” تناقضًا لافتًا:
– 2.935 مليون سوري تحت الحماية المؤقتة.
– زيادة ملحوظة في العودة “الطوعية” إلى سوريا.
– توقعات ببقاء فئة كبيرة – خاصة أصحاب الكفاءات – بفضل مناخ الاستثمار الآمن.
يُرجِع لاجئون أسباب تمسكهم بتركيا إلى:
1. انهيار البنية الاقتصادية في سوريا.
2. غياب الضمانات الأمنية.
3. امتلاكهم مشاريع وعقارات في تركيا.
كما يؤكد عبد الرحمن الططري (مقيم في إسطنبول منذ عقد): “عادت سوريا لأهلها، لكن شروط عودتي الشخصية غير متوفرة”.
كشف المحلل الأمني “عمر أوزكيزيلجيك” عن توجهات لاستبدال الحماية المؤقتة بـ”البطاقة الزرقاء” التي تُمكن السوريين من:
– العمل والتملك دون قيود.
– الاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية كالأتراك.
– البقاء دون حقوق سياسية أو عسكرية.
أكد “محمد أكتع” من منظمات المجتمع المدني أن الزيارات الاستكشافية لسوريا (3 مرات سنويًا) تهدف لدفع العودة الطوعية، لكنها ليست إجبارية. بل إن أنقرة – كما يقول مراقبون – تدرك جيدًا أن بقاءَ الكفاءات السورية يُحقق مصلحة اقتصادية مشتركة.
رغم الغموض الذي يلف المستقبل، يبقى الأمل حاضرًا بقوة. فكما علق أوزكيزيلجيك: “تركيا بنت جسرًا إنسانيًا مع السوريين.. وسيبقى هذا الجسر قائمًا حتى لو جفت مياه النزاع”.
المصدر: الجزيرة
أعلنت ولاية إسطنبول عن تمديد حظر التظاهرات والمسيرات في عموم المدينة حتى 27 مارس، وذلك…
قالت وسائل الإعلام التركية، أنه تم نقل رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، إلى…
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتقديم تجربة أفضل للمستخدم
اقرأ المزيد