اكتشاف مذهل: رصد نوع غريب من الجليد لأول مرة على الكواكب الخارجية!

في تطور علمي مثير، تمكن الباحثون من رصد نوع نادر من الجليد يُعرف باسم “البلاستيك الجليدي VII” لأول مرة، بعد سنوات من التنبؤ النظري بوجوده دون إثبات تجريبي. هذا النوع الفريد من الجليد يتشكل تحت ظروف قاسية من الضغط العالي ودرجات الحرارة المرتفعة، مما يجعله مرشحًا لأن يكون موجودًا في المحيطات على الكواكب الخارجية.

ووفقًا للدراسة التي أجراها فريق دولي من الباحثين، تم إنشاء هذا النوع من الجليد في مختبرات “Institut Laue-Langevin” (ILL) في فرنسا، حيث تم تعريض الماء لضغط يصل إلى 6 جيجا باسكال ودرجة حرارة تبلغ 327 درجة مئوية. هذه الظروف القاسية أدت إلى تشكل “الجليد VII”، وهو نوع من الجليد يتميز بتركيبة كيميائية معقدة حيث تتداخل ذرات الهيدروجين في شبكة مكعبة فريدة.

وبحسب ما ترجم موقع “تركيا عاجل” عن وسائل إعلام تركية، فإن هذا الاكتشاف يفتح أبوابًا جديدة لفهم كيفية تشكل الجليد في الكواكب البعيدة مثل نبتون وأوروبا، أحد أقمار كوكب المشتري. وقد استخدم الباحثون تقنية متطورة تُعرف باسم “تشتت النيوترونات شبه المرنة” (QENS) لمراقبة حركة ذرات الهيدروجين داخل هذا الجليد الغريب.

ومن بين النتائج المثيرة للاهتمام التي توصل إليها الباحثون، أن جزيئات الماء داخل “البلاستيك الجليدي VII” لا تتحرك بحرية كما هو متوقع، بل تتحرك بشكل تدريجي وخطوة بخطوة. يعتقد العلماء أن هذا السلوك الغريب ناتج عن عملية تكسر وإعادة تشكيل روابط الهيدروجين داخل الشبكة البلورية.

وأشارت ماريا ريسينيو، عالمة الفيزياء من جامعة “سابينزا” في إيطاليا، إلى أن هذه التقنية الجديدة تقدم ميزة كبيرة في تحليل ديناميكيات الجزيئات، سواء في حركتها الانتقالية أو الدورانية. كما أكد الباحثون أن هذه الحركة الغريبة للهيدروجين كانت متوقعة منذ 17 عامًا، ولكنها لم تُرصد إلا الآن.

ويُعتقد أن هذا النوع من الجليد قد يكون موجودًا في الماضي على كواكب مثل نبتون وأوروبا، مما يجعله اكتشافًا مهمًا لفهم تطور الكواكب وأنواع الجليد التي تتشكل في الفضاء. كما أن هذا الاكتشاف يثير تساؤلات جديدة حول إمكانية تحول “البلاستيك الجليدي VII” إلى شكل آخر من أشكال الماء الغريبة تحت ظروف أكثر قسوة، تُعرف باسم “الحالة الأيونية الفائقة”.

وقالت ليفيا بوف، عالمة الفيزياء من جامعة “سابينزا”، إن فهم كيفية حدوث هذا التحول، سواء كان تدريجيًا أم مفاجئًا، يعد أمرًا بالغ الأهمية لفك أسرار تشكل الجليد في الكواكب البعيدة.

نُشرت هذه الدراسة الرائدة في مجلة “Nature”، وأثارت اهتمامًا كبيرًا في الأوساط العلمية، حيث تُعد خطوة مهمة نحو فهم أعمق لتكوين الكواكب والظواهر الجليدية في الكون.

المصدر: تركيا عاجل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد