ما هي العقوبات التي علقها الاتحاد الأوروبي على سوريا؟
ما هي العقوبات التي علقها الاتحاد الأوروبي على سوريا؟

ما هي العقوبات التي علقها الاتحاد الأوروبي على سوريا؟
اليوم 24 فبراير 2025، اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة تاريخية بتعليق مجموعة من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وذلك في إطار مساعيه لدعم التعافي الاقتصادي والسياسي في البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024. يهدف هذا القرار إلى تسهيل إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار، مع التركيز على عدة قطاعات حيوية.
ما هي العقوبات التي علقها الاتحاد الأوروبي على سوريا؟
قطاع الطاقة: شمل التعليق العقوبات المرتبطة بالنفط، الغاز، والكهرباء، مما يتيح للشركات الأوروبية الاستثمار والمشاركة في تطوير هذه المجالات داخل سوريا.
قطاع النقل: تم رفع القيود عن هذا القطاع، بما في ذلك الطيران، مما يسهل حركة البضائع والأفراد، ويعزز من ربط سوريا بالعالم الخارجي.
القطاع المصرفي: أُزيلت العقوبات عن خمسة بنوك سورية، وهي: المصرف الصناعي، مصرف التسليف الشعبي، مصرف التوفير، المصرف الزراعي التعاوني، والخطوط الجوية العربية السورية. بالإضافة إلى ذلك، تم تخفيف القيود على المصرف المركزي السوري، مما يسهل المعاملات المالية والمصرفية المرتبطة بقطاعات الطاقة والنقل، وكذلك تلك اللازمة للأغراض الإنسانية وإعادة الإعمار.
المساعدات الإنسانية: مدد الاتحاد الأوروبي الإعفاءات الخاصة بتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا إلى أجل غير مسمى، لضمان وصول الدعم إلى المحتاجين دون عوائق.

الأسباب والدوافع وراء العقوبات التي علقها الاتحاد الأوروبي على سوريا؟:
جاء هذا القرار بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وتولي قيادة جديدة زمام الأمور في سوريا. يهدف الاتحاد الأوروبي من خلال هذا التعليق إلى دعم الانتقال السياسي الشامل، وتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي، والمساهمة في إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في البلاد. كما يسعى الاتحاد إلى تشجيع عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم من خلال تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية.
القيود المستمرة:
على الرغم من هذا التعليق، أبقى الاتحاد الأوروبي على بعض العقوبات، خاصة تلك المتعلقة بتجارة الأسلحة، والسلع ذات الاستخدام المزدوج، وبرامج المراقبة، والتجارة غير المشروعة للتراث الثقافي السوري. يأتي ذلك لضمان عدم استخدام هذه المواد في أنشطة قد تزعزع الاستقرار أو تنتهك حقوق الإنسان.
ردود الفعل الدولية:
في الوقت الذي اتخذ فيه الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة، لا تزال الولايات المتحدة متحفظة بشأن تخفيف عقوباتها على سوريا. تسعى الإدارة الأمريكية إلى رؤية تشكيل حكومة شاملة في دمشق قبل النظر في أي تعديلات على العقوبات المفروضة. هذا التباين في المواقف قد يؤثر على الشركات الدولية التي ترغب في الاستثمار في سوريا، نظرًا للمخاطر المحتملة المتعلقة بالعقوبات الأمريكية المستمرة.
التحديات والآفاق المستقبلية:
يواجه الاتحاد الأوروبي تحديًا في ضمان التزام القيادة السورية الجديدة بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقد أكد الاتحاد على استمراره في مراقبة الوضع عن كثب، مع إمكانية إعادة فرض العقوبات إذا لم يتم تحقيق تقدم ملموس في هذه المجالات. كما أن وجود جماعات مثل “هيئة تحرير الشام” (HTS) في المشهد السياسي السوري يثير قلقًا دوليًا، مما قد يؤثر على وتيرة تخفيف العقوبات في المستقبل.
في الختام، يمثل تعليق الاتحاد الأوروبي لبعض العقوبات على سوريا خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه الخطوة مرهونًا بالتزام القيادة السورية الجديدة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، وضمان احترام حقوق الإنسان، بالإضافة إلى التنسيق مع المجتمع الدولي لتجنب أي تعارض في السياسات والعقوبات.
المصدر: تركيا عاجل