هل تتجه تركيا نحو إنهاء الأزمة السورية؟ تصريحات مفاجئة من رئيس البرلمان التركي!

هل تتجه تركيا نحو إنهاء الأزمة السورية؟ تصريحات مفاجئة من رئيس البرلمان التركي!
أكد رئيس البرلمان التركي، نعمان قورتولموش، على أهمية وحدة تركيا الداخلية وأمنها القومي، مشددًا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإقامة حكم ديمقراطي شامل، مع القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد الاستقرار في المنطقة. كما أوضح أن تركيا ترفض أي محاولات لخلق انقسامات عرقية أو طائفية داخل البلاد، داعيًا إلى استخلاص العبر من الماضي وتعزيز روح الأخوة الوطنية.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، جاءت تصريحات قورتولموش بعد العملية التي نفذتها تركيا ضد عناصر من النظام السوري السابق، حيث أصدرت الحكومة التركية تصريحات حاسمة حول استقلال سوريا وضرورة إنهاء الصراعات التي تهدد أمنها وأمن المنطقة بأكملها.
نعيش معًا منذ ألف عام: قورتولموش يؤكد على وحدة الشعب التركي
خلال لقاء جمعه مع الصحفيين البرلمانيين على مأدبة الإفطار، شدد قورتولموش على أن تركيا تضم مكونات عرقية ودينية متنوعة، حيث يتعايش الأتراك والأكراد، السنة والعلويون، في نسيج اجتماعي متماسك منذ قرون.
“لقد حاول البعض مرارًا زرع الفتنة والانقسامات بيننا، لكن هذه المحاولات فشلت دائمًا وتم التغلب عليها. ومع ذلك، فقد شهدت تركيا خلال العقود الأربعة الماضية تحديات كبيرة، حيث تم استخدام التنظيمات الإرهابية كأدوات لعرقلة مسيرة البلاد وتعطيل نهضتها.”
وأشار إلى أن التطورات التي شهدتها المنطقة، خاصة منذ احتلال العراق، ساهمت في إذكاء الصراعات الطائفية والعرقية، مما يجعل من الضروري لتركيا أن تحافظ على تماسكها الداخلي وتقف بوجه أي مخططات تستهدف استقرارها.
كما لفت قورتولموش إلى أهمية التصريحات الصادرة من إمرالي في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أنها تمثل تطورًا يستحق الاهتمام. وأكد أن إدارة هذه العملية تتم بشفافية مطلقة، محذرًا من أي محاولات لإفسادها، لأن تركيا أمام فرصة تاريخية للقضاء على الإرهاب وتعزيز وحدة شعبها للأبد.

ثلاثة مبادئ رئيسية لتحقيق الاستقرار في سوريا
وفيما يخص الملف السوري، أوضح قورتولموش أن تركيا حددت منذ البداية ثلاثة مبادئ أساسية لحل الأزمة السورية وضمان استقرارها على المدى البعيد، مشيرًا إلى أن سوريا تمثل أولوية استراتيجية لتركيا بسبب حدودها المشتركة التي تمتد على طول 910 كيلومترات.
“سوريا، التي تعيش أزمة داخلية منذ 13 عامًا، تحتاج إلى نظام ديمقراطي شامل يضمن تمثيل جميع مكوناتها. لهذا السبب، قدمنا للقيادة السورية ثلاث توصيات أساسية لضمان وحدة البلاد واستقرارها.”
المبادئ الثلاثة التي تدعو إليها تركيا لحل الأزمة السورية:
- رفض تقسيم سوريا: شددت تركيا منذ البداية على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفض أي مخططات تقسيمية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
- إقامة حكم ديمقراطي شامل: أكدت تركيا على أهمية تأسيس نظام سياسي يضمن مشاركة جميع مكونات الشعب السوري دون إقصاء.
- القضاء على التنظيمات الإرهابية: دعت أنقرة إلى إنهاء وجود الجماعات المسلحة غير الشرعية، ودمج جميع القوى العسكرية تحت قيادة الجيش السوري الوطني لضمان استقرار البلاد.
محاولات الفتنة في تركيا: دروس من الماضي وحماية المستقبل
استذكر قورتولموش المحاولات السابقة لإثارة الانقسامات داخل تركيا، مستشهدًا بالأحداث التي شهدتها البلاد في سبعينيات القرن الماضي، مثل أحداث تشوروم، ملطية، مرعش، وسيواس، والتي كانت تهدف إلى تأجيج النزاعات الطائفية بين السنة والعلويين، وكذلك خلق فجوة بين الأتراك والأكراد.
“على الرغم من كل المحاولات، لم يتمكن أحد من تحقيق أهدافه في تمزيق نسيجنا الوطني، ولن نسمح بتكرار هذه السيناريوهات مستقبلاً. يجب ألا نسمح لأحداث سوريا بأن تكون ذريعة لإثارة أي فتنة داخل تركيا.”
وأكد أن تركيا ليست دولة تستورد عدم الاستقرار من الخارج، مشددًا على أهمية رؤية شعوب المنطقة كجيران وشركاء في المصير، بدلاً من تصنيفهم على أساس العرق أو الطائفة. ودعا إلى تعزيز الوحدة والأخوة داخل تركيا، بل ونشر هذا النهج في جميع أنحاء المنطقة لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وسلامًا.
المصدر: تركيا عاجل