تركيا: منبر تاريخي عمره 900 عام في قيصري تصميم هندسي مذهل داخل جامع كُبير في تركيا

تركيا: منبر تاريخي عمره 900 عام في قيصري تصميم هندسي مذهل داخل جامع كُبير في تركيا

يُعد منبر جامع كُبير في مدينة قيصري واحدًا من أقدم المنابر التاريخية في العالم، حيث بقي صامدًا لأكثر من 900 عام منذ بنائه عام 1135 بأمر من ملك محمد غازي، حاكم إمارة دانشمند. يتميز هذا المنبر بتصميمه الهندسي الفريد، حيث يضم نقوشًا هندسية معقدة ونجومًا ذات رموز عميقة، ما يجعله تحفة معمارية إسلامية استثنائية.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن البروفيسور عثمان أوزسوي، ممثل مؤسسة ÇEKÜL لحماية القيم البيئية والثقافية، أكد أن هذا المنبر يتمتع بأهمية كبيرة، لدرجة أنه يمكن حفظه داخل صندوق زجاجي للحفاظ عليه. وأضاف أن الأنماط الهندسية التي تزينه لم توضع بشكل عشوائي، بل تمثل رموزًا للخلود واللانهائية، كما أنها تتكرر بطريقة دورية متناغمة تعكس روعة الفن الإسلامي القديم.

منبر صمد أمام الزلازل والعوامل الطبيعية لقرون

يُعتبر هذا المنبر أحد أبرز المعالم المعمارية في جامع كُبير، المعروف أيضًا باسم الجامع الكبير في قيصري، حيث بقي ثابتًا دون أضرار كبيرة لما يقرب من تسعة قرون. وعلى مدار هذه الفترة الطويلة، استُخدم لإلقاء 46,800 خطبة جمعة، مما يجعله شاهدًا على التاريخ الإسلامي في المنطقة.

ووفقًا للبروفيسور أوزسوي، فإن المنبر صُمم باستخدام تقنية الكُندَكَاري، والتي تعتمد على تجميع قطع الخشب عبر التداخل دون استخدام المسامير أو الغراء، مما يعزز من متانته واستدامته. كما أنه نجا من ثلاثة زلازل كبرى شهدتها المنطقة في الأعوام 1200، 1700، و1800، ولم يتضرر بشكل يُذكر حتى بعد انهيار القبة أو تعرضه للعوامل الجوية القاسية، مثل الأمطار والثلوج.

تصميم فريد يعكس فن العمارة الإسلامية

يتكون المنبر من خشب الجوز الصلب ويضم نقوشًا هندسية مميزة، تشمل زخارف سداسية وثُمانية متداخلة على شكل نجوم، بالإضافة إلى باب مزدوج مزين بزخارف دقيقة. كما يحمل جميع خصائص القرن الثالث عشر، بما في ذلك الدرابزينات، والمرايا، والشرفة، مما يجعله نموذجًا رائعًا لفنون النجارة الإسلامية القديمة.

جامع كُبير في قيصري – تحفة معمارية خالدة

يقع جامع كُبير، المعروف أيضًا بـ الجامع الكبير أو جامع السلطان، في قلب مدينة قيصري، بجوار السوق المغطى. تم بناؤه في عام 1135 بأمر من ملك محمد غازي، وخضع لعدة عمليات ترميم، أبرزها عام 1206 على يد مظفر الدين محمود، أحد أفراد عائلة ياغي باسانوغلو.

وفي عام 1716، تعرض المسجد لأضرار جسيمة بسبب زلزال قوي، وظل مهجورًا لمدة خمس إلى ست سنوات، حتى قام حاجي خليل أفندي بإعادة ترميمه عام 1723، حيث تم إصلاح المئذنة، وإعادة بناء القبة المنهارة، وتنفيذ تحسينات هيكلية شاملة للمسجد.

المصدر: تركيا عاجل