تقارير دولية تكشف: مستودعات أسلحة كيميائية سرية في سوريا لا يمكن رصدها بالأقمار الصناعية

تقارير دولية تكشف: مستودعات أسلحة كيميائية سرية في سوريا لا يمكن رصدها بالأقمار الصناعية

في تطور خطير ومثير للقلق، كشفت تقارير دولية حديثة أن نظام بشار الأسد في سوريا أخفى لأعوام طويلة أكثر من 100 موقع يُشتبه باستخدامها لتخزين أو تصنيع أسلحة كيميائية، بعضها لا يزال نشطاً حتى اليوم. اللافت أن عدداً من هذه المواقع يقع في كهوف أو أنفاق تحت الأرض، ما يجعل من الصعب للغاية رصدها حتى عبر صور الأقمار الصناعية المتقدمة.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فقد أكد محققون دوليون أن هذه المواقع كانت تُستخدم لأغراض بحثية وإنتاجية وتخزينية متعلقة بأسلحة كيميائية قاتلة مثل السارين والكلور وغاز الخردل. وتم التأكيد على أن النظام السوري قدّم بيانات زائفة على مدى سنوات في محاولة لتضليل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) ومنع الكشف عن هذه المنشآت.

مواقع سرية ومعقدة التتبع.. وخطر السقوط بيد الجماعات المسلحة

أفاد محللون أمنيون وخبراء أسلحة سابقون أن العديد من هذه المنشآت بُنيت في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها، مثل كهوف طبيعية وأنفاق أرضية مصممة خصيصاً لتكون بعيدة عن الأنظار والتقنيات الاستخباراتية. وأشاروا إلى أن خطورة هذه المواقع لا تكمن فقط في وجودها، بل أيضاً في احتمال وقوعها في يد جماعات مسلحة، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها حالياً “هيئة تحرير الشام”.

الحكومة الانتقالية تسمح للمفتشين بالدخول.. لكن غياب التمثيل يثير الجدل

أعلنت الحكومة السورية المؤقتة، التي تشكلت عقب خروج نظام الأسد من عدة مناطق، عن سماحها لمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بدخول البلاد للتحقيق والكشف عن تلك المواقع. إلا أن عدم تعيين سفير للمنظمة حتى الآن فُسّر من قبل المجتمع الدولي كدليل على ضعف الإرادة السياسية في دعم جهود الشفافية والمساءلة، على الرغم من تأكيد الحكومة أن التعيين مطروح على جدول الأعمال.

الماضي المظلم: هجمات تم التستر عليها وحقائق لم تُكشف

لا تزال حادثة الهجوم الكيميائي في الغوطة عام 2013، والتي قُتل فيها مئات المدنيين باستخدام غاز السارين، حاضرة في الذاكرة الدولية. كما اتضح أن النظام قدّم تقارير غير مكتملة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بينما استمرت عمليات استيراد المواد الأولية لصناعة الأسلحة الكيميائية لسنوات عديدة. وتشير الشهادات إلى أن النظام أعاق مراراً وتكراراً عمل فرق التفتيش، بل ووُضعت أفخاخ ناسفة في بعض الجولات الميدانية.

تحذيرات من امتداد الخطر خارج حدود سوريا

نضال شيحاني، رئيس مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا، أوضح أن مشاورات مع علماء سوريين سابقين يقيمون في أوروبا كشفت عن عشرات المواقع الجديدة المحتملة. وأشار إلى أن أهمية التحقيقات لا تقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل تشمل أيضاً ضرورة توثيق هذه الجرائم لأغراض العدالة الدولية والمحاسبة القانونية.

دعوات عاجلة لتحرك دولي حقيقي

رغم الترحيب النسبي بتعاون الحكومة المؤقتة، شدد خبراء ومراقبون دوليون على أهمية اتخاذ خطوات فعلية وسريعة لكشف الحقيقة. وطالبوا بتفعيل آليات الشفافية والمراقبة المستقلة، وتوسيع نطاق التعاون الدولي من أجل تفكيك هذا التهديد المتنامي، والذي قد لا يقتصر خطره على سوريا وحدها.

المصدر: تركيا عاجل