عاجل: تشويه صورة تركيا وأردوغان في مناهج مدرسية بألمانيا

في واقعة صادمة فجّرت موجة من الغضب داخل الأوساط التركية في ألمانيا، كشفت تسريبات من إحدى المدارس الثانوية في مدينة رايتلينغن الألمانية عن استخدام رسوم كاريكاتورية مسيئة ضمن مادة دراسية تحمل عنوان “الديمقراطية”، حيث تم استهداف تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان بشكل مباشر عبر محتوى وصِف بأنه يحمل خطاب كراهية صريح.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فقد جرى توزيع كاريكاتيرات على طلاب الصف التاسع في مدرسة “مينّا شبِخت” للتعليم المشترك، تتضمن تشبيهات لأردوغان برموز نازية، وتُظهر تركيا وكأنها دولة قمعية لا تحترم حرية الصحافة ولا تقوم على أسس ديمقراطية. هذا ما اعتبره أولياء الأمور والجاليات التركية محاولة متعمدة لتشويه صورة تركيا تحت غطاء التعليم.
في أحد الرسوم الكاريكاتورية، يظهر الرئيس التركي في مركز هلال كُتبت عليه كلمة “PRESS” (الصحافة)، وهو يقوم بحركة إسكات، في إشارة إلى قمعه للإعلام. وفي رسم آخر، يظهر زعماء عالميون كترامب وبوتين وشي جين بينغ وهم يحملون نعشًا مكتوبًا عليه “الديمقراطية”، بينما يسير أردوغان خلفهم قائلًا: “انتظروا، هل يمكنني الانضمام إليكم؟”. وقد أثارت إشارات الشارات النازية المرسومة على أذرع الزعماء في الرسوم استياءً واسعًا، حيث عدّها البعض تحريضًا واضحًا على الكراهية.

أولياء الأمور: هذا ليس تعليمًا بل ضغط نفسي وتوجيه سياسي
مسعود دميريزين، رئيس مجلس أولياء الأمور في المدرسة، قال في تصريح لصحيفة “أيدينليك أوروبا” إن تركيا استُهدفت بشكل ممنهج، وتم دفع الطلاب عبر أسئلة موجهة إلى قبول هذه الصورة السلبية عن بلادهم. وأضاف: “أخبرت ابني صراحة أنه لن يُنجز هذا الواجب، حتى لو حصل على درجة ضعيفة. هذه ليست مادة تعليمية، بل توجيه سياسي واضح. وسنواصل متابعة القضية حتى النهاية.”
محامون وخبراء تربويون يحذرون: تلقين أيديولوجي مقنّع
المحامي فاتح زينغال ندّد باستخدام هذه الرسوم، مؤكدًا أن ما يحدث هو عملية “شيطنة” متعمدة لتركيا. وأضاف: “الرسالة واضحة: تركيا ليست ديمقراطية، ولا يوجد فيها حرية صحافة، وأردوغان ديكتاتور. هذه الرؤية يتم فرضها على الطلاب من طرف واحد دون منحهم فرصة للتفكير النقدي أو المقارنة”. كما أشار إلى أن تصوير القادة بشارات نازية هو “خطاب كراهية صريح”، ويشكّل “تشبيهًا مباشرًا بهتلر”، مما يجعل من كل تركيا هدفًا لهذا التشويه.
من جهته، قال خبير تربوي للصحيفة ذاتها إن “هذا النوع من المحتوى لا يعلّم الديمقراطية، بل يزرع الكراهية تجاه الوطن الأم والثقافة الأصلية. إنه تلقين أيديولوجي وليس تعليمًا موضوعيًا”، محذرًا من الأثر النفسي العميق الذي قد يخلفه ذلك على الأطفال، لا سيما فيما يتعلق بعلاقتهم مع أسرهم وهويتهم الثقافية.
المدرسة تبرر والاعتذار غائب
بعد تفجّر الفضيحة، أصدرت إدارة المدرسة بيانًا قالت فيه إن الرسوم الكاريكاتورية استخدمت كجزء من درس يهدف إلى تنمية مهارات تفسير الرسومات لدى الطلاب. لكنها، وتحت ضغط الانتقادات، أكدت أنها ستعيد تقييم المحتوى ضمن “مراجعة داخلية” تأخذ في الحسبان “الحساسيات الثقافية”، إلا أنها لم تقدم حتى الآن أي اعتذار رسمي بشأن ما جرى.
حملات تضامن ووسم #BuÖdeviYapma يجتاح المنصات
في رد فعل موحد، أعلنت منصة جمعيات الأتراك في رايتلينغن، إلى جانب 19 جمعية تركية محلية أخرى، موقفًا مشتركًا ضد الحادثة، وبدأت حملة توقيعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #BuÖdeviYapma (لا تنجز هذا الواجب). وأكدت الجمعيات أنها ستخوض معركة قانونية واجتماعية شاملة ضد هذه الممارسات، التي تتم تحت عباءة التعليم وتخفي في جوهرها إهانة ثقافية وتمييزًا ممنهجًا.
المصدر: تركيا عاجل