قرار جديد يثير جدلاً في سوريا.. تعيينات أمنية تخالف الخطوط الحمراء التركية

قرار جديد يثير جدلاً في سوريا.. تعيينات أمنية تخالف الخطوط الحمراء التركية
أعلنت الحكومة السورية مؤخرًا تعيينات أمنية جديدة في 12 محافظة، وهو ما أثار جدلاً كبيرًا خاصةً في تركيا، التي تعتبر وحدة سوريا وسيادتها خطًا أحمر. حيث قامت وزارة الداخلية السورية بتعيين عدد من الضباط الكبار، بينهم جنرالات وعقيد، دون الكشف عن معايير اختيارهم أو خلفياتهم. ويُعتقد أن كثيرًا من هؤلاء الضباط كانوا سابقًا يعملون ضمن فصيل “هيئة تحرير الشام”.
تأتي هذه التعيينات ضمن جهود الحكومة السورية لإعادة بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية بعد سقوط نظام البعث، لكنها استثنت مناطق في شمال شرق سوريا تحت سيطرة تنظيم “PYD” المرتبط بـ”PKK”، مثل عين العرب (روج آفا)، الحسكة، والرقة. وهذا يعكس التوتر الكبير حول سيطرة هذه الجماعات على هذه المناطق.
كما أعلنت الوزارة عن تعيين ستة نواب وزراء لمتابعة الشؤون الأمنية والمدنية والإدارية، لتعزيز عمل الدولة في سوريا.
في نفس الوقت، نظم مركز دراسات الشرق الأوسط والإسلام (CEMMIS) مؤخرًا مؤتمرًا في أثينا بعنوان “قضية الأكراد والتطورات في الشرق الأوسط”، حيث استضاف قيادات من “PYD”. خلال المؤتمر، اتهم هؤلاء تركيا بدعم الجماعات الجهادية ومحاولة تدمير المشروع الديمقراطي الكردي.
ونقلت تصريحات “إلهام أحمد”، نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية، التي عبرت عن مخاوف من اندلاع حرب أهلية في سوريا إذا استمر التركيز على الحكم المركزي فقط، ودعت إلى إدارة محلية مستقلة للأمن والتعليم والاقتصاد في المناطق الكردية.
وشارك في المؤتمر وزير الخارجية اليوناني السابق “نيكوس كوتزياز”، الذي أكد على دعم بلاده للأكراد، محذرًا من رد فعل تركي محتمل على هذا الدعم.
أما بالنسبة للاتفاق الذي وقع في 10 مارس بين الرئيس السوري “أحمد الشرع” وقائد قوات سوريا الديموقراطية “مظلوم عبدي”، فقد تضمن وقف الدعوات للانفصال ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الدولة السورية، لكن حتى الآن لم تحرك “PYD” أي خطوات لتطبيق الاتفاق.
من جهة أخرى، وصف السفير الأمريكي الخاص بسوريا “توم باراك” تقسيم سوريا بحسب اتفاق سايكس-بيكو بأنه خطأ كبير تسبب بمعاناة طويلة، معلنًا انتهاء التدخلات الغربية، وبدء مرحلة جديدة تعتمد على الحلول الإقليمية والشراكات المبنية على الاحترام.
وشدد باراك على أن مستقبل سوريا يعتمد على وحدة شعبها واحترام حقوقه، مؤكداً أن هناك تعاونًا أمريكيًا مع تركيا ودول الخليج وأوروبا لدعم الشعب السوري بعيدًا عن التدخلات الأجنبية والحدود المفروضة.
المصدر: تركيا عاجل