تركيا: زلزال يضرب بينغول ظهر اليوم

تركيا: زلزال يضرب بينغول ظهر اليوم

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن زلزالاً بلغت قوته 4.4 درجات على مقياس ريختر ضرب قضاء “كيغي” التابع لولاية بينغول ظهر اليوم في تمام الساعة 12:26، ما أثار من جديد مخاوف الزلازل في البلاد، وخاصة تلك المتوقعة في بحر مرمرة.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فقد أعلنت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” أن مركز الزلزال كان على عمق 7.02 كيلومتر تحت سطح الأرض، بينما قدّر مرصد قنديلي التابع لجامعة بوغازيتشي، قوة الزلزال بـ4.5 درجات، مشيراً إلى أن عمقه كان 5 كيلومترات فقط.

خبير الزلازل ناجي غورور: الزلزال قادم.. لكن الخطر الحقيقي في الإهمال!
علّق العالم والخبير في الجيولوجيا البروفيسور نجي غورور على الزلزال الأخير، قائلاً إن تركيا يجب أن تتأقلم مع “حقيقة الزلازل”، مشيراً إلى أن السؤال الحقيقي ليس “هل سيحدث الزلزال؟” بل “هل نحن مستعدون له؟”.

وأضاف غورور:

“الجدل حول ما إذا كان الزلزال سيقع أم لا لا فائدة منه. هذه ظاهرة طبيعية لا مفر منها، والمسؤولية تقع علينا في تحويلها إلى حدث غير كارثي عبر الإجراءات الصحيحة”.

وحذّر من الزلزال المتوقع نتيجة انكسار أجزاء من صدع شمال الأناضول الممتد عبر بحر مرمرة، والذي سيؤثر بشكل مباشر على مناطق واسعة، وخاصة الجنوب من إسطنبول.

صدع كومبورغاز تحت الضغط.. واحتمال زلزال يفوق 7 درجات!
أشار غورور إلى ثلاثة أجزاء نشطة من الصدع داخل بحر مرمرة، موضحاً أن الجزء الأخطر حاليًا هو صدع كومبورغاز، الذي يبلغ طوله نحو 75 كيلومترًا، ولم ينكسر بالكامل بعد.
وقال:

“زلازل 1999 نقلت ضغطاً كبيراً إلى هذه المنطقة. حالياً، هذا الصدع مهيأ تماماً للانكسار، وعند حدوثه، من المتوقع أن تتجاوز قوة الزلزال 7 درجات، ما يعني تأثيرًا مباشرًا على إسطنبول وسواحل بحر مرمرة”.

سليفري مهددة بسبب بنية أرضها الرخوة
وفيما يتعلق بمنطقة سليفري، أشار غورور إلى أن التربة هناك رخوة ومشبعة بالمياه، مما يجعلها بيئة خطرة خلال الزلازل، حيث لا تمتص الموجات بل تضخّمها وتوجهها نحو الأبنية.

تركيا: زلزال يضرب بينغول ظهر اليوم
تركيا: زلزال يضرب بينغول ظهر اليوم

وأكد أن الأبنية المقامة على مثل هذه التربة تكون معرضة لخطر الانهيار، كما حصل سابقاً في أفجيلار عام 1999.
وأضاف:

“يجب البدء من دراسات التربة ووضع خطة شاملة لتفادي تكرار سيناريو الكوارث السابقة”.

المدينة المقاومة للزلازل ليست مجرد أبنية قوية!
وأوضح غورور أن مفهوم مقاومة الزلازل لا يقتصر على الأبنية المتينة، بل يشمل جميع مكونات المدينة، مثل الطرق، الجسور، البنية التحتية، المستشفيات، المدارس، والمباني العامة.
وقال:

“الزلازل لا تتطلب فقط حلولاً إنشائية، بل رؤية إدارية شاملة واعتماد سياسات طويلة الأمد تعتمد على العلم لا السياسة”.

“الزلزال لا يقتل، بل الإهمال هو القاتل الحقيقي”
وختم غورور حديثه قائلاً:

“السؤال عما إذا كان الزلزال سيحدث يشبه السؤال: هل ستهطل الأمطار؟ الجواب نعم، بالتأكيد. إن كنا مستعدين، لن يتحول الزلزال إلى كارثة. لكن إن كنا مهمِلين، فحينها لا الزلزال، بل الإهمال هو ما سيقتلنا”.

دعوة إلى الإدارات المحلية: خطط شفافة قائمة على العلم
كما دعا غورور البلديات والإدارات المحلية إلى التحرّك بعيداً عن الاعتبارات السياسية، وبالاستناد إلى العلم والخبرات، قائلاً:

“المدن المقاومة للزلازل تُبنى فقط عبر خطط طويلة الأمد، وبمشاركة المجتمع. فالمسؤولية لا تقع فقط على عاتق السلطات، بل على الناس أيضًا”.

المصدر: تركيا عاجل