بعد سنوات من التوتر.. مجلس الشيوخ الأمريكي يقر إزالة سوريا من لائحة الدول المارقة ماذا يعني هذا للبلاد؟

في خطوة اعتبرها مراقبون تحولاً كبيراً في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي يوم السبت الموافق 7 حزيران 2025 قراراً رسمياً يقضي بإزالة اسم سوريا من قائمة “الدول المارقة”، في مؤشر واضح على رغبة واشنطن في فتح صفحة جديدة مع دمشق.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام الأمريكي، فإن القرار جاء بدعم من عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، على رأسهم السيناتور جين شاهين، التي عبّرت عن ترحيبها الكبير بهذا التطور قائلة:
“نأمل أن تواصل سوريا الابتعاد عن ارتباطاتها السابقة، وأن تسير بخطى ثابتة نحو الديمقراطية والاستقرار والأمن.”
جاء ذلك في منشور رسمي نشرته لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ على منصة 𝕏.
بُعد دبلوماسي جديد للعلاقات الأمريكية – السورية
وفي حديث خاص مع قناة الإخبارية، أوضح حازم الغبرا، المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، أن هذا القرار يأتي ضمن رغبة واضحة لدى الإدارة الأمريكية الحالية في إصلاح العلاقات مع سوريا بعد سنوات من التوترات التي خلّفها نظام الأسد السابق.
وأشار الغبرا إلى أن الجهود الدبلوماسية السورية خلال الفترة الأخيرة لعبت دوراً محورياً في تغيير الموقف الأمريكي، مما دفع إلى إزالة سوريا من قائمة الدول المارقة، مؤكداً:
“لا توجد أي مؤشرات حالياً على عودة سوريا إلى تلك القائمة، بل على العكس هناك توجه جديد يتّسم بالإيجابية بين الجانبين.”
ما هي “قائمة الدول المارقة”؟
تصنّف الولايات المتحدة وعدد من حلفائها مجموعة من الدول تحت مسمّى “الدول المارقة”، وهو توصيف يُطلق على الدول التي يُتّهم نظامها بانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان، أو دعم الإرهاب، أو السعي لحيازة أسلحة دمار شامل.
وضمّت هذه القائمة دولاً مثل:
- إيران
- كوريا الشمالية
- السودان
- أفغانستان
- فنزويلا
- وسوريا خلال سنوات حكم النظام السابق.
رفع العقوبات عن سوريا.. بداية جديدة
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أعلن من الرياض في وقت سابق رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكداً حينها أن:
“سوريا عانت كثيراً خلال السنوات الماضية. حان الوقت لمنحها فرصة جديدة نحو السلام والاستقرار.”
وفي خطوة لاحقة، أُعلن أن السيناتور ماركو روبيو سيجتمع مع وزير الخارجية السوري أسعد شيباني في تركيا، في سياق مواصلة الحوار بين الجانبين.
جهود سورية دبلوماسية مثمرة
بفضل التحركات الدبلوماسية المدروسة التي قادتها الحكومة السورية في الفترة الأخيرة، حققت دمشق تقدماً ملحوظاً على صعيد استعادة علاقاتها الدولية والإقليمية.
وقد ساهم ذلك في:
- رفع العقوبات تدريجياً
- جذب الاستثمارات في قطاعات حيوية، أبرزها قطاع الطاقة
- استعادة مكانة سوريا في المحافل الإقليمية والدولية.
المصدر: تركيا عاجل