القبة الحديدية: كيف يعمل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي؟

القبة الحديدية: كيف يعمل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي؟

تصاعد التوتر بعد الهجمات التي شنّتها إسرائيل في 13 يونيو على المنشآت النووية وقواعد الصواريخ الإيرانية، وتبع ذلك إطلاق إيران صواريخ باليستية، واستمرت الهجمات المتبادلة بين البلدين.

وقد تم اعتراض جزء من الصواريخ التي أطلقتها إيران بواسطة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية”، فيما أصابت بعضها مناطق في تل أبيب، القدس، وبات يام.

وأعلن المسؤولون الإسرائيليون عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص.

وكانت إيران قد نفذت هجومين صاروخيين على إسرائيل قبل نحو عام:

الأول جاء في أبريل 2024، كرد على الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق.

الثاني تم في يوليو من نفس العام، بعد اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

ورداً على ذلك، أطلقت إيران قرابة 200 صاروخ على إسرائيل في أكتوبر 2024، وقد تم اعتراض معظمها من قبل القوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية.

ما هي القبة الحديدية؟

القبة الحديدية هي اسم نظام الدفاع الجوي الذي طورته إسرائيل، وتستخدمه منذ أكثر من عشر سنوات.

تم تطوير هذا النظام بالتعاون بين شركة رافائيل الإسرائيلية وشركة الصناعات الجوية والفضائية التابعة للدولة. ويُصنّع النظام في منشأة شمال إسرائيل.

وبحسب تقارير صحفية إسرائيلية، كان من المخطط في البداية أن يتم تصنيع النظام بالكامل باستخدام الموارد المحلية، ولكن بعد بدء الإنتاج التجاري، بدأ تصنيع نصف مكوناته في الولايات المتحدة مقابل دعم مالي أمريكي.

وقد كانت الولايات المتحدة تقدم دعماً سنوياً بقيمة 500 مليون دولار لبرنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي.

بدأ استخدام القبة الحديدية عام 2011 بعد الحاجة الملحة التي ظهرت خلال حرب 2006 مع حزب الله، وهي أول منظومة ضمن ثلاث منظومات دفاعية طورتها إسرائيل للتصدي لهجمات صاروخية بأطوال مختلفة.

القبة الحديدية مخصصة للتصدي لهجمات قصيرة المدى مثل الصواريخ، والقذائف، وقذائف الهاون.

وتصف شركة رافائيل النظام على موقعها الإلكتروني بأنه “النظام الوحيد في العالم المتعدد المهام والذي أثبت فعاليته في ميدان القتال”.

وتضم المنظومة الإسرائيلية الأخرى للدفاع الجوي نظام “مقلاع داوود” للتصدي للتهديدات متوسطة وبعيدة المدى، ونظام “السهم 2″ لاعتراض الصواريخ في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، و”السهم 3” القادر على اعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي.

كيف يعمل النظام؟

تم تصميم نظام القبة الحديدية ليعمل ليلاً ونهاراً وفي جميع الظروف الجوية.

يبدأ النظام عمله برصد التهديد عبر رادارات متخصصة تحدد مدى خطورة الصاروخ القادم.

إذا تبين أن الصاروخ يتجه نحو مناطق سكنية أو منشآت بنية تحتية مهمة، يتم إطلاق صاروخ اعتراضي لتفجيره في الجو.

تُطلق هذه الصواريخ من وحدات متحركة أو نقاط ثابتة، ويتم تدمير القذيفة القادمة في الهواء.

وتقول شركة رافائيل إن النظام يتمتع بنسبة نجاح تبلغ 90%.

لكن ثبت في مواجهات سابقة أن صواريخ حماس، التي غالباً ما تكون بدائية وتكلف بضعة مئات من الدولارات فقط، استطاعت تجاوز هذا النظام المكلف، مسببة أضراراً وخسائر بشرية.

وتكلفة الصاروخ الواحد في القبة الحديدية تتراوح بين 20 ألف و100 ألف دولار.

ما أهمية القبة الحديدية لإسرائيل؟

تلعب القبة الحديدية دوراً محورياً في جهود إسرائيل لحماية أرواح وممتلكات مواطنيها من الهجمات الصاروخية.

وتُعد المنظومة ضرورية لاستمرار الحياة الطبيعية في المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد، خاصة في أوقات التصعيد.

ويؤكد المدافعون عن هذا النظام أنه ساعد في تقليل الحاجة لعمليات برية خلال فترات التوتر في العقد الماضي.

لكن البعض يرى أن اعتماد إسرائيل المفرط على القبة الحديدية جعلها تهمل تعزيز إجراءات أمنية أخرى، مثل تطوير أنظمة إنذار مبكر أو إنشاء ملاجئ كافية للمدنيين.