سر الانقسام العالمي: لماذا تقود بعض البلاد السيارات على جهة اليمين وأخرى اليسار؟

سر الانقسام العالمي: لماذا تُقاد السيارات من اليسار في بعض الدول العربية ومن اليمين في معظم الدول الغربية؟
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم إن مسألة اختلاف جهة قيادة السيارات بين دول العالم ليست محض صدفة، بل تعود إلى خلفيات تاريخية واستعمارية معقدة، تركت آثارها حتى على طريقة سير المركبات في الشوارع. ففي حين تعتمد معظم الدول العربية نظام القيادة على اليمين، نجد بعض الدول – سواء عربية أو آسيوية – تتبع نظام القيادة على اليسار، ما يثير تساؤلات الملايين حول أسباب هذا التفاوت.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن جذور هذا الانقسام تعود إلى العصور الوسطى، حين كان الفرسان يسيرون على الجهة اليسرى من الطريق ليبقوا سيوفهم في متناول اليد اليمنى أثناء الدفاع عن النفس، وهو ما جعل السير على اليسار شائعًا في أوروبا قرونًا طويلة.

سر الانقسام العالمي: لماذا تُقاد السيارات من اليسار في بعض الدول العربية ومن اليمين في معظم الدول الغربية؟
سر الانقسام العالمي: لماذا تقود بعض البلاد السيارات على جهة اليمين وأخرى اليسار؟

التأثير الاستعماري: بريطانيا وفرنسا تقسمان طرق العالم
أشار التقرير إلى أن التحوّل الكبير بدأ في عهد نابليون بونابرت، حيث فرض نظام القيادة من اليمين في الأراضي التي احتلّها، ليتميز عن أعدائه الإنجليز الذين حافظوا على الجهة اليسرى. لاحقًا، ساهم تطوّر صناعة السيارات في أمريكا وتبنيها للقيادة من اليمين في ترسيخ هذا الاتجاه عالميًا، خصوصًا مع توسّع صادرات السيارات الأمريكية.

أما في العالم العربي، فقد لعب الإرث الاستعماري دورًا رئيسيًا:

الدول التي كانت تحت الحكم البريطاني مثل السودان، اليمن، الأردن (سابقًا) اعتمدت القيادة من اليسار.

بينما الدول التي خضعت للنفوذ الفرنسي أو العثماني مثل سوريا، الجزائر، مصر، تركيا، فقد سارت على اليمين، تماشيًا مع النظام الأوروبي القاري.

لماذا لم توحّد الدول نظام القيادة؟
رغم المحاولات في بعض الدول لتغيير جهة القيادة بعد الاستقلال، إلا أن التكلفة الباهظة والتعقيد اللوجستي جعل من الصعب التراجع عن النظام المعتمد. على سبيل المثال، أجرت السويد في عام 1967 عملية ضخمة لتحويل السير من اليسار إلى اليمين، تطلبت إعادة هيكلة الطرق والإشارات وتدريب السائقين.

أي النظامين أفضل؟ ولماذا لا يتوحد العالم؟
من الناحية العملية، لا يوجد “أفضلية مطلقة” لنظام على آخر، فكلا النظامين آمنان إذا طُبّقا بانضباط مروري. لكن المشكلة تظهر عند انتقال السياح أو المقيمين من بلد إلى آخر، ما قد يؤدي إلى حوادث بسبب اختلاف الاتجاه.

خلاصة القول
القيادة على اليمين أو اليسار ليست خيارًا عشوائيًا، بل امتداد لتاريخ طويل من الفتوحات، الاحتلالات، وصناعة السيارات. وما زالت الشوارع تحمل آثار ذلك الماضي حتى اليوم.

المصدر: تركيا عاجل